ذكر عدة حوادث

وفيها ولي حسبة بغداد الصاحب محيي الدين يوسف بن الشيخ أبي الفرج بن الجوزي ، وهو مع ذلك يعمل ميعاد الوعظ على قاعدة أبيه ، وشكرت مباشرته للحسبة .

وفيها فوض إلى المعظم النظر في التربة البدرية تجاه الشبلية عند الجسر الذي على ثورا ، ويقال له : جسر كحيل ، وهي منسوبة إلى بدر الدين حسن بن الداية ، كان هو وإخوته من أكابر أمراء نور الدين محمود بن زنكي .

قلت : وقد جعلت في حدود الأربعين وستمائة جامعا فيه خطبة يوم الجمعة ، ولله الحمد .

وفيها أرسل السلطان علاء الدين محمد بن تكش إلى الملك العادل وهو مخيم بمرج الصفر ، فرد إليه مع الرسول خطيب دمشق جمال الدين محمد بن عبد الملك الدولعي ، واستنيب عنه في الخطابة الشيخ الموفق عمر بن يوسف خطيب بيت الآبار ، فأقام بالعزيزية يباشر عنه ، حتى قدم موت العادل . رحمه الله . فيها كان عود الوزير صفي الدين بن عبد الله بن علي بن شكر من آمد إلى دمشق بعد موت العادل ، فعمل فيه الشيخ علم الدين السخاوي مقامة يمدحه فيها ويبالغ في شكره ، وقد ذكروا أنه كان متواضعا يحب الفقهاء ، ويسلم على الناس إذا اجتاز بهم ، وهو راكب في أبهة وزارته ، ثم إنه نكب في هذه السنة ، وذلك أن الكامل هو الذي كان سبب طرده وإبعاده ، كتب إلى أخيه المعظم فيه ، فاحتاط على أمواله وحواصله ، وعزل ابنه عن النظر بالدواوين ، وقد كان ينوب عن أبيه في مدة غيبته .

وفي رجب منها أعاد المعظم ضمان القيان والخمور والمغنيات وغير ذلك من الفواحش والمنكرات التي كان أبوه قد أبطلها ، بحيث إنه لم يكن أحد يتجاسر أن ينقل خمرا إلى دمشق إلا بالحيلة الخفية ، واعتذر المعظم في صنعه هذا المنكر بقلة الأموال على الجند ، واحتياجهم إلى النفقات في قتال الفرنج .

وما استشعر أن هذا الصنيع يديل عليهم الأعداء ، ويمكن فيهم الداء .

التالي السابق


الخدمات العلمية