في سنة ست عشرة وستمائة، في ذي القعدة ، أمر الخليفة الناصر لدين الله الشريف معدا متولي بلاد واسط ، أن يسير إلى قتال بني معروف ، فتجهز ، وجمع معه من الرجالة من تكريت ، وهيت ، والحديثة ، والأنبار ، والحلة ، والكوفة ، وواسط : والبصرة ، وغيرها ، خلقا كثيرا ، وسار إليهم ، ومقدمهم حينئذ معلى بن معروف ، وهم قوم من ربيعة .

وكانت بيوتهم غربي الفرات تحت سوراء ، وما يتصل بذلك من البطائح ، وكثر فسادهم وأذاهم لما يقاربهم من القرى ، وقطعوا الطريق ، وأفسدوا في النواحي المقاربة لبطيحة العراق ، فشكا أهل تلك البلاد إلى الديوان منهم ، فأمر معدا أن يسير إليهم في الجموع ، فسار إليهم ، فاستعد بنو معروف لقتاله ، فاقتتلوا بموضع يعرف بالمقبر ، وهو تل كبير بالبطيحة بقرب العراق ، وكثر القتل بينهم ، ثم انهزم بنو معروف ، وكثر القتل فيهم والأسر والغرق وأخذت أموالهم ، وحملت رءوس كثيرة من القتلى إلى بغداد في ذي الحجة من السنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية