وفي هذه السنة أغارت التتار على بلاد حلب ، وانجفل الناس وحصل لهم رعب شديد والتقى التتر مع نائب حلب الأمير حسام الدين الجوكندار العزيزي ، والمنصور صاحب حماة والأشرف صاحب حمص ، وكانت الوقعة عند حمص قريبا من قبر خالد بن الوليد ، والتتار في ستة آلاف ، والمسلمون في ألف وأربعمائة ، فهزمهم الله تعالى ، وقتلوا أكثر التتار ولله الحمد ، فرجع التتار إلى حلب ، فحصروها أربعة أشهر ، وضيقوا عليها الأقوات ، وقتلوا من الغرباء خلقا كثيرا صبرا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، والجيوش الذين كسروهم على حمص لم يرجعوا إلى حلب ، بل ساقوا إلى الديار المصرية فتلقاهم الملك الظاهر في أبهة السلطنة ، وأحسن إليهم ، وبقيت حلب محاصرة لا ناصر لها في هذه المدة ، ولكن سلم الله سبحانه وتعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية