ثم دخلت
سنة إحدى وستين وستمائة
استهلت وسلطان الديار المصرية والبلاد الشامية الملك الظاهر بيبرس البندقداري ، ونائبه على الشام جمال الدين آقوش النجيبي ، وقاضيه شمس الدين بن خلكان ، والوزير بها عز الدين بن وداعة ، وليس للناس خليفة ، وإنما تضرب السكة باسم المستنصر الذي قتل في السنة الماضية . وفيها قدمت رسل بركة خان إلى الظاهر يقول له : قد علمت محبتي لدين الإسلام ، وعلمت ما فعل هولاكو بالمسلمين ، فاركب أنت من ناحية ، وآتيه أنا من ناحية حتى نصطلمه أو نخرجه من البلاد ، وأيا ما كان أعطيتك جميع ما كان بيده من البلاد . فاستصوب الظاهر هذا الرأي ، وشكره وخلع على رسله وأكرمهم . وفيها
زلزلت الموصل زلزلة عظيمة ، وتهدمت أكثر دورها . وفي رمضان جهز الظاهر صناعا وأخشابا وآلات كثيرة لعمارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد حريقه ، فطيف بتلك الأخشاب والآلات بالديار المصرية فرحة بها وتعظيما لها ، ثم ساروا بها إلى المدينة النبوية . وفي شوال سار الظاهر إلى الإسكندرية ، فنظر في أحوالها وأمورها ، وعزل قاضيها وخطيبها ناصر الدين أحمد بن المنير ، وولى غيره .
مولد الشيخ تقي الدين ابن تيمية شيخ الإسلام
قال الشيخ شمس الدين الذهبي : وفي هذه السنة ولد شيخنا تقي الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ شهاب الدين عبد الحليم بن أبي القاسم ابن تيمية الحراني بحران يوم الاثنين عاشر ربيع الأول من سنة إحدى وستين وستمائة .