ثم دخلت
سنة ثنتين وستين وستمائة
استهلت والخليفة
الحاكم بأمر الله العباسي ، وسلطان الإسلام الذاب عن حوزته الملك
الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري - أيده الله وشد عضده - ونائب الشام الأمير جمال الدين آقوش النجيبي ، وقاضيه شمس الدين بن خلكان . وفيها في أولها كملت المدرسة الظاهرية التي بين القصرين ، ورتب لتدريس الشافعية بها القاضي تقي الدين محمد بن الحسين بن رزين ، ولتدريس الحنفية مجد الدين عبد الرحمن بن كمال الدين عمر بن العديم ، ولمشيخة الحديث بها الشيخ شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الحافظ الدمياطي . وفيها عمر الظاهر بالقدس الشريف خانا ، ووقف عليه أوقافا للنازلين به من إصلاح نعالهم وأكلهم وغير ذلك ، وبنى به طاحونا وفرنا . وفي جمادى الآخرة منها درس الشيخ شهاب الدين أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي بدار الحديث الأشرفية ، بعد وفاة القاضي عماد الدين بن الحرستاني ، وحضر عنده القاضي شمس الدين ابن خلكان وجماعة من الفضلاء والأعيان ، وذكر خطبة كتابه " المبعث " وأورد الحديث بسنده ومتنه ، وذكر فوائد كثيرة مستحسنة ، ويقال : إنه لم يراجع شيئا حتى أورد درسه ، ومثله لا يستكثر عليه ذلك . رحمه الله تعالى . وفيها: زلزلت مصر زلزلة عظيمة.