وفيها ولى السلطان الملك الظاهر من بقية المذاهب قضاة في الديار المصرية مستقلين ، يولون من جهتهم في البلدان أيضا كما يولي الشافعي ، فكان للشافعية تاج الدين عبد الوهاب ابن بنت الأعز ، وتولى قضاء الحنفية شمس الدين سليمان ، وقضاء المالكية شمس الدين السبكي ، والحنابلة شمس الدين محمد المقدسي ، وكان ذلك يوم الاثنين الثاني والعشرين من ذي الحجة بدار العدل ، وكان سبب ذلك كثرة توقف القاضي تاج الدين ابن بنت الأعز في أمور تخالف مذهب الشافعي ، وتوافق غيره من المذاهب ، فأشار الأمير جمال الدين أيدغدي العزيزي على السلطان بأن يولي من كل مذهب قاضي قضاة ، وكان يحب رأيه ومشورته ، فأجابه إلى ذلك ففعل كما ذكرنا ، وبعث بأخشاب ورصاص وآلات كثيرة لعمارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأرسل منبرا فنصب هنالك .

التالي السابق


الخدمات العلمية