وفيها قتل الصاحب علاء الدين صاحب الديوان ببغداد ابن الخشكري النعماني الشاعر; وذلك أنه اشتهر عنه أشياء عظيمة ، منها أنه يعتقد فضل شعره على القرآن المجيد ، واتفق أن الصاحب انحدر إلى واسط فلما كان بالنعمانية حضر ابن الخشكري عنده ، وأنشده قصيدة قد قالها فيه ، فبينما هو ينشدها بين يديه إذ أذن المؤذن ، فاستنصته الصاحب ، فقال ابن الخشكري : يا مولانا ، اسمع شيئا جديدا ، وأعرض عن شيء له سنون . فثبت عند الصاحب ما كان يقال عنده عنه ، ثم باسطه وأظهر أنه لا ينكر عليه شيئا مما قال حتى استعلم ما عنده ، فإذا هو زنديق ، فلما ركب قال لإنسان معه : استفرده في أثناء الطريق واقتله . فسايره ذلك الرجل حتى إذا انقطع عن الناس قال لجماعة معه : أنزلوه عن فرسه . كالمداعب له ، فأنزلوه وهو يشتمهم ويلعنهم ، ثم قال : انزعوا عنه ثيابه . فسلبوها وهو يخاصمهم ويقول : إنكم أجلاف ، وإن هذا لعب بارد . ثم قال : اضربوا عنقه . فتقدم إليه أحدهم ، فضربه بسيفه ، فأبان رأسه .

التالي السابق


الخدمات العلمية