ثم عاد السلطان بعساكره إلى مصر ، فلما كان في أثناء الطريق عند خربة اللصوص تعرضت له امرأة ، فذكرت له أن ولدها دخل مدينة صور وأن صاحبها الفرنجي غدر به وقتله ، وأخذ ماله ، فركب السلطان وشن الغارة على صور فأخذ منها شيئا كثيرا وقتل خلقا ، فأرسل إليه ملكها : ما سبب هذا؟ فذكر له غدره ومكره بالتجار ، ثم قال السلطان لمقدم الجيوش : أوهم الناس أني مريض وأني بالمحفة ، وأحضر الأطباء ، واستوصف لي منهم ما يصلح لمريض به كذا وكذا ، وإذا وصفوا لك فأحضر الأشربة إلى المحفة ، وأنتم سائرون . ثم ركب السلطان على البريد ، وساق مسرعا حتى دخل الديار المصرية فكشف أحوال ولده ، وكيف الأمر بالديار المصرية بعده ، ثم عاد مسرعا إلى الجيش ، فجلس في المحفة وأظهروا عافيته وتباشروا بذلك . وهذه جرأة عظيمة ، وإقدام هائل .
التالي
السابق