في يوم الاثنين ثاني المحرم منها درس الشيخ الإمام العالم العلامة تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني بدار الحديث السكرية التي بالقصاعين ، وحضر عنده قاضي القضاة بهاء الدين بن الزكي الشافعي ، والشيخ تاج الدين الفزاري شيخ الشافعية ، والشيخ زين الدين ابن المرحل ، وزين الدين بن المنجا الحنبلي ، وكان درسا هائلا حافلا ، وقد كتبه الشيخ تاج الدين الفزاري بخطه لكثرة فوائده ، وكثرة ما استحسنه الحاضرون ، وقد أطنب الحاضرون في شكره على حداثة سنه وصغره ، فإنه كان عمره إذ ذاك عشرين سنة وسنتين . ثم جلس الشيخ تقي الدين المذكور أيضا يوم الجمعة عاشر صفر بالجامع الأموي بعد صلاة الجمعة على منبر قد هيئ له لتفسير القرآن العزيز ، فابتدأ من أوله في تفسيره ، وكان يجتمع عنده الخلق الكثير والجم الغفير ، من كثرة ما كان يورد من العلوم المتنوعة المحررة مع الديانة والزهادة والعبادة ، سارت بذكره الركبان في سائر الأقاليم والبلدان ، واستمر على ذلك مدة سنين متطاولة .

التالي السابق


الخدمات العلمية