وفي أواخر ربيع الآخر قدم الشيخ ناصر الدين عبد الرحمن المقدسي من القاهرة على وكالة بيت المال ونظر الأوقاف ونظر الخاص ، ومعه تقاليد وخلع ، فتردد الناس إلى بابه ، وتكلم في الأمور ، وآذى كثيرا من الناس ، وكانت ولايته بسفارة الأمير علم الدين الشجاعي المتكلم في الديار المصرية ، توسل إليه بالشيخ شمس الدين الأيكي وبابن الوجيه الكاتب ، وكانا عنده لهما صورة ، وقد طلب جماعة من أعيان الدماشقة في أول هذه السنة إلى الديار المصرية ، فطولبوا بأموال كثيرة ، فدافع بعضهم بعضا ، وهذا مما يخفف عقوبته من ظلمهم ، وإلا فلو صبروا لعوجل الظالم بالعقوبة ، ولزال عنهم ما يكرهون سريعا . ولما قدم ابن المقدسي إلى دمشق كان يحكم بتربة أم الصالح والناس يترددون إليه ويخافون شره ، وقد استجد باشورة بباب الفراديس ومساطب باب الساعات للشهود ، وجدد باب الجابية الشمالي ورفعه وكان متواطئا ، وأصلح الجسر الذي تحته ، وكذلك أصلح جسر باب الفراديس تحت السويقة التي جددها عليه من الجانبين . وهذا من أحسن ما عمله ابن المقدسي ، وقد كان مع ذلك كثير الأذية للناس ظلوما غشوما ، ويفتح على الناس أبوابا من الظلم لا حاجة إليها .
التالي
السابق