تفويض الأمور في طرابلس إلى علم الدين الشجاعي
ولما فرغ السلطان من فتح طرابلس عاد إلى دمشق مؤيدا منصورا مسرورا محبورا ، فدخلها يوم النصف من جمادى الآخرة ، ولكنه فوض الأمور والكلام في الأموال إلى علم الدين الشجاعي ، فصادر جماعة وجمع أموالا كثيرة ، وحصل بسبب ذلك أذى الخلق ، وبئس هذا الصنيع; لأن ذلك تعجيل لدمار الظالم وهلاكه ، فلم يغن عن المنصور ما جمع له الشجاعي من الأموال شيئا ، فإنه لم يعش بعد ذلك إلا اليسير حتى أخذه الله ، كما سيأتي . ثم سافر السلطان في ثاني شعبان بجيشه إلى الديار المصرية ، فدخلها في أواخر شعبان . فتح قلاع بناحية حلب
وفيها فتحت قلاع كثيرة بناحية حلب; كركر وتلك النواحي ، وكسرت طائفة من التتر هناك ، وقتل ملكهم خربندا نائب التتر على ملطية . تولية الحسبة لجمال الدين يوسف
وفيها
تولى الحسبة بدمشق جمال الدين يوسف بن التقي توبة التكريتي ، ثم أخذها بعد شهور تاج الدين الشيرازي . وضع منبر عند محراب الصحابة
وفيها وضع منبر عند محراب الصحابة بسبب عمارة كانت في المقصورة ، فصلى برهان الدين الإسكندري نائب الخطيب بالناس هناك مدة شهر الجماعات والجمعات ، ابتدءوا ذلك من يوم الجمعة الثاني والعشرين من ذي الحجة .