لك الراية الصفراء يقدمها النصر فمن كيقباذ إن رآها وكيخسرو إذا خفقت في الأرض هدت بنودها
هوى الشرك واستعلى الهدى وانجلى الثغر وإن نشرت مثل الأصائل في وغى
جلا النقع من لألاء طلعتها البدر وإن يممت زرق العدى سار تحتها
كتائب خضر دوحها البيض والسمر كأن مثار النقع ليل وخفقها
بروق وأنت البدر والفلك الجثر وفتح أتى في إثر فتح كأنما
سماء بدت تترى كواكبها الزهر فكم قطمت طوعا وكرها معاقلا
مضى الدهر عنها وهي عانسة بكر بذلت لها عزما فلولا مهابة
كساها الحيا جاءتك تسعى ولا مهر قصدت حمى من قلعة الروم لم يبح
لغيرك إذ غرتهم المغل فاغتروا ووالوهم سرا ليخفوا أذاهم
وفي آخر الأمر استوى السر والجهر صرفت إليهم همة لو صرفتها
إلى البحر لاستولى على مده الجزر وما قلعة الروم التي حزت فتحها
وإن عظمت إلا إلى غيرها جسر طليعة ما يأتي من الفتح بعدها
كما لاح قبل الشمس في الأفق الفجر فصبحتها بالجيش كالروض بهجة
صوارمه أنهاره والقنا الزهر وأبعدت بل كالبحر والبيض موجه
وجرد المذاكي السفن والخوذ الدر وأغربت بل كالليل عوج سيوفه
أهلته والنبل أنجمه الزهر وأخطأت لا بل كالنهار شموسه
محياك والآصال راياتك الصفر ليوث من الأتراك آجامها القنا
لها كل يوم في ذوي ظفر ظفر فلا الريح تجري بينهم لاشتباكها
عليهم ولا ينهل من فوقهم قطر عيون إذا الحرب العوان تعرضت
لخطابها بالنفس لم يغلها مهر ترى الموت معقودا بهدب نبالهم
إذا ما رماها القوس والنظر الشزر ففي كل سرج غصن بان مهفهف
وفي كل قوس مده ساعد بدر إذا صدموا شم الجبال تزلزلت
وأصبح سهلا تحت خيلهم الوعر ولو وردت ماء الفرات خيولهم
لقيل هنا قد كان فيما مضى نهر أداروا بها سورا فأضحت كخنصر
لدى خاتم أو تحت منطقة خصر وأرخوا إليها من بحار أكفهم
سحاب ردى لم يخل من قطره قطر كأن المجانيق التي قمن حولها
رواعد سخط وبلها النار والصخر أقامت صلاة الحرب ليلا صخورها
فأكثرها شفع وأكثرها وتر ودارت بها تلك النقوب فأشرفت
وليس عليها في الذي فعلت حجر فأضحت بها كالصب يخفي غرامه
حذار أعاديه وفي قلبه جمر وشبت بها النيران حتى تمزقت
وباحت بما أخفته وانهتك الستر فلاذوا بذيل العفو منك فلم يخب
رجاهم ولو لم يشب قصدهم مكر وما كره المغل اشتغالك عنهم
بها عندما فروا ولكنهم سروا فأحرزتها بالسيف قسرا وهكذا
فتوحك فيما قد مضى كله قسر وأضحت بحمد الله ثغرا ممنعا
تبيد الليالي والعدى وهو مفتر فيا أشرف الأملاك فزت بغزوة
تحصل منها الفتح والذكر والأجر ليهنك عند المصطفى أن دينه
توالى له في يمن دولتك النصر وبشراك أرضيت المسيح وأحمدا
وإن غضب النقفور من ذاك والكفر فسر حيث ما تختار فالأرض كلها
بحكمك والأمصار أجمعها مصر ودم وابق للدنيا ليحيى بك الهدى
ويزهى على ماضي العصور بك العصر