استهلت سنة ثمان وخمسين وسبعمائة والخليفة أمير المؤمنين المعتضد بالله أبو بكر بن المستكفي بالله أبي الربيع سليمان العباسي ، وسلطان الإسلام بالديار المصرية وما يتبعها ، وبالبلاد الشامية وما والاها ، والحرمين الشريفين ، وغير ذلك - الملك الناصر حسن ابن الملك الناصر محمد ابن الملك المنصور قلاوون الصالحي ، وليس له بمصر نائب ولا وزير ، وإنما ترجع الأمور إصدارا ، وإيرادا إلى الأميرين الكبيرين; سيف الدين شيخون ، وصرغتمش الناصريين ، وقضاة مصر هم المذكورون في التي قبلها ، ونائب الشام بدمشق الأمير علاء الدين أمير علي المارداني ، وقضاة دمشق هم المذكورون في التي قبلها . وجاء الخبر بأن الأمير سيف الدين شيخون مدبر الممالك بالديار المصرية والشامية ، ظفر عليه مملوك من مماليك السلطان ، فضربه بالسيف ضربات فجرحه في أماكن في جسده; منها ما هو في وجهه ، ومنها ما هو في يده ، فحمل إلى منزله صريعا طريحا جريحا ، وغضبت لذلك طوائف من الأمراء حتى قيل إنهم ركبوا ، ودعوا إلى المبارزة ، فلم يجئ إليهم ، وعظم الخطب بذلك جدا ، واتهموا به الأمير سيف الدين صرغتمش ، وغيره ، وأن هذا إنما فعل عن ممالأة منهم . فالله أعلم .
التالي
السابق