منام غريب جدا
ورأيت - يعني المصنف - في ليلة الاثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة ثلاث وستين وسبعمائة الشيخ محيي الدين النواوي ، رحمه الله فقلت له : يا سيدي الشيخ ، لم لا أدخلت في شرحك " المهذب " شيئا من مصنفات ابن حزم ، فقال ما معناه : إنه لا يحبه ، فقلت له : أنت معذور فيه ، فإنه جمع بين طرفي النقيضين في أصوله وفروعه ، أما هو في الفروع فظاهري جامد يابس ، وفي الأصول تول مائع ، قرمطة القرامطة ، وهرمس الهرامسة ، ورفعت بها صوتي حتى سمعت وأنا نائم ، ثم أشرت له إلى أرض خضراء تشبه النجيل بل هي أردأ شكلا منه ، لا ينتفع بها في استغلال ولا رعي ، فقلت له : هذه أرض ابن حزم التي زرعها ، قال : انظر هل ترى فيها شجرا مثمرا أو شيئا ينتفع به ؟ فقلت : إنما تصلح للجلوس عليها في ضوء القمر . فهذا حاصل ما رأيته ، ووقع في خلدي أن ابن حزم كان حاضرنا عندما أشرت للشيخ محيي الدين إلى الأرض المنسوبة لابن حزم ، وهو ساكت لا يتكلم .
التالي
السابق