وفاة الخطيب جمال الدين محمود بن جملة المحجي الشافعي ومباشرة قاضي القضاة تاج الدين الشافعي بعده
كانت وفاته يوم الاثنين بعد الظهر قريبا من العصر ، فصلى بالناس بالمحراب صلاة العصر قاضي القضاة تاج الدين السبكي الشافعي عوضا عنه ، وصلى بالناس الصبح أيضا ، وقرأ بآخر " المائدة " من قوله :
يوم يجمع الله الرسل [ المائدة : 109 ] ثم لما طلعت الشمس ، وزال وقت الكراهة صلي على الخطيب جمال الدين عند باب الخطابة ، وكان الجمع في الجامع كثيرا ، وخرج بجنازته من باب البريد ، وخرج معه طائفة من العوام وغيرهم ، وقد حضر جنازته بالصالحية على - ما ذكر - جم غفير وخلق كثير ، ونال قاضي القضاة الشافعي من بعض الجهلة إساءة أدب ، فأخذ منهم جماعة وأدبوا ، وحضر هو بنفسه صلاة الظهر يومئذ ، وكذا باشر الظهر والعصر في بقية الأيام; يأتي للجامع في محفل من الفقهاء والأعيان وغيرهم ذهابا وإيابا ، وخطب عنه يوم الجمعة الشيخ جمال الدين ابن قاضي الزبداني ، وكذلك يوم العيد بالمصلى ، وخطبة الجمعة يومئذ ، وامتنع قاضي القضاة تاج الدين من المباشرة ، حتى يأتي التشريف .