صفحة جزء
وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به من الشرائع والأحكام وطائفة لم يؤمنوا به أو لم يفعلوا الإيمان فاصبروا حتى يحكم الله بيننا خطاب للكفار ووعيد لهم أي تربصوا لتروا حكم الله تعالى بيننا وبينكم فإنه سبحانه سينصر المحق على المبطل ويظهره عليه أو هو خطاب للمؤمنين وموعظة لهم وحث على الصبر واحتمال ما كان يلحقهم من أذى المشركين إلى أن يحكم الله تعالى بينهم وينتقم لهم منهم ويجوز أن يكون خطابا للفريقين أي ليصبر المؤمنون على أذى الكفار وليصبر الكفار على ما يسوؤهم من إيمان من آمن منهم حتى يحكم فيميز الخبيث من الطيب والظاهر الاحتمال الأول وكأن المقصود أن إيمان البعض ينفعكم في دفع بلاء الله تعالى وعذابه وهو خير الحاكمين (87) إذ لا معقب لحكمه ولا حيف فيه فهو في غاية السداد .

التالي السابق


الخدمات العلمية