ثاني عطفه حال من ضمير «يجادل » كالجار والمجرور السابق أي لاويا لجانبه وهو كناية عن عدم قبوله ، وهو مراد 
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس  بقوله متكبرا 
 nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك  بقوله شامخا بأنفه 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج  بقوله معرضا عن الحق . 
وقرأ 
 nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن  «عطفه » بفتح العين أي مانعا لتعطفه وترحمه 
ليضل عن سبيل الله متعلق بيجادل علة له فإن غرضه من الجدال الإضلال عن سبيله تعالى وإن لم يعترف بأنه إضلال ، وجوز 
 nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء  تعلقه بثاني وليس بذاك ، والمراد بالإضلال إما الإخراج من الهدى إلى الضلال فالمفعول من يجادله من المؤمنين أو الناس جميعا بتغليب المؤمنين على غيرهم وأما التثبيت على الضلال أو الزيادة عليه مجازا فالمفعول هم الكفرة خاصة . 
وقرأ 
 nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد  وأهل 
مكة  وأبو عمر  و في رواية «ليضل » بفتح الياء أي ليضل في نفسه والتعبير بصيغة المضارع مع أنه لم يكن مهتديا لجعل تمكنه من الهدى كالهدى لكونه هدى بالقوة ، يجوز أن يراد ليستمر على الضلال أو ليزيد ضلاله ، وقيل : إن ذلك لجعل ضلاله الأول كالإضلال ، وأيا ما كان فاللام للعاقبة 
له في الدنيا خزي جملة مستأنفة لبيان نتيجة ما سلكه من الطريق ، وجوز 
 nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء  أن تكون حالا مقدرة أو مقارنة على معنى استحقاق ذلك والأول أظهر أي ثابت له في الدنيا بسبب ما فعله ذل وهوان ، والمراد به عند القائلين بأن هذا المجادل 
النضر  أو 
أبو جهل  ما أصابه يوم 
بدر  ، ومن عمم . وهو الأولى . حمله على ذم المؤمنين إياه وإفحامهم له عند البحث وعدم إدلائه بحجة أصلا أو على هذا مع ما يناله من النكال كالقتل لكن بالنسبة إلى بعض الأفراد . 
ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق أي النار البالغة في الإحراق ، والإضافة على ما قيل من إضافة المسبب إلى السبب ، وفسر الحريق أيضا بطبقة من طباق جهنم ، وجوز أن تكون الإضافة من إضافة الموصوف إلى  
[ ص: 123 ] الصفة والمراد العذاب الحريق أي المحرق جدا ، وقرأ 
 nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي  رضي الله تعالى عنه «وأذيقه » بهمزة المتكلم .