صفحة جزء
قل لمن الأرض ومن فيها من المخلوقات تغليبا للعقلاء على غيرهم [ ص: 58 ] إن كنتم تعلمون جوابه محذوف ثقة بدلالة الاستفهام عليه أي إن كنتم من أهل العلم ومن العقلاء أو عالمين بذلك فأخبروني به. وفي الآية من المبالغة في الاستهانة بهم وتقرير فرط جهالتهم ما لا يخفى.

ويقوي هذا أنه أخبر عن الجواب قبل أن يجيبوا فقال سبحانه: سيقولون لله فإن بداهة العقل تضطرهم إلى الاعتراف بأنه سبحانه خلقها فاللام للملك باعتبار الخلق ( قل ) أي عند اعترافهم بذلك تبكيتا لهم أفلا تذكرون أي أتعلمون أو أتقولون ذلك فلا تتذكرون أي من فطر الأرض ومن فيها ابتداء قادر على إعادتها ثانيا فإن البدء ليس بأهون من الإعادة بل الأمر بالعكس في قياس المعقول. وقرئ «تتذكرون» على الأصل .

التالي السابق


الخدمات العلمية