صفحة جزء
وقوله تعالى: الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون إما مجرور على أنه صفة كاشفة، أو بدل أو بيان لما قبله، وإما منصوب أو مرفوع على القطع، وعلى كل فهو تفسير (للمحسنين) على طريقة قول أوس بن حجر:


الألمعي الذي يظن بك الظن كأن قد رأى وقد سمعا



فقد حكي عن الأصمعي أنه سأل عن الألمعي فأنشده، ولم يزد عليه، وهذا ظاهر على تقدير أن يراد بالحسنات مشاهيرها المعهودة في الدين، وأما على تقدير أن يراد بها جميع ما يحسن من الأعمال، فلا يظهر إلا باعتبار جعل المذكورات بمنزلة الجميع من باب «كل الصيد في جوف الفرا» ، وقيل: إذا أريد بالحسنات المذكورات يكون الموصول صفة كاشفة.

التالي السابق


الخدمات العلمية