صفحة جزء
ويوم يحشر أعداء الله إلى النار شروع في بيان عقوباتهم الآجلة بعد ذكر عقوباتهم العاجلة ، والتعبير عنهم بأعداء الله تعالى لذمهم والإيذان بعلة ما يحيق بهم من ألوان العذاب وقيل : المراد بهم الكفار من الأولين والآخرين .

وتعقب بأن قوله تعالى الآتي : في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس [فصلت : 25] كالصريح في إرادة الكفرة المعهودين ، والمراد من قوله تعالى : إلى النار قيل : إلى موقف الحساب ، والتعبير عنه بالنار للإيذان بأن النار عاقبة حشرهم وأنهم على شرف دخولها ، ولا مانع من إبقائه على ظاهره والقول بتعدد الشهادة فتشهد عليهم جوارحهم في الموقف مرة وعلى شفير جهنم أخرى ، ويوم إما منصوب باذكر مقدر معطوف على قوله تعالى : فقل أنذرتكم صاعقة [فصلت : 12] أو ظرف لمضمر مؤخر قد حذف إيهاما لقصور العبارة عن تفصيله ، وقيل : ظرف لما يدل عليه قوله تعالى : فهم يوزعون أي يحبس أولهم على آخرهم ليتلاحقوا وهو كناية عن كثرتهم ، وقيل : يساقون ويدفعون إلى النار ، والفاء تفصيلية . وقرأ زيد بن علي ونافع والأعرج وأهل المدينة «نحشر » بالنون «أعداء » بالنصب وكسر الأعرج الشين . وقرئ «يحشر » على البناء للفاعل وهو الله تعالى ونصب «أعداء الله »

التالي السابق


الخدمات العلمية