صفحة جزء
فضلا من الله ونعمة تعليل للأفعال المستندة إليه عز وجل في قوله سبحانه: ولكن الله حبب إلخ وما في البين اعتراض، وجوز كونه تعليلا للراشدين، وصح النصب على القول باشتراط اتحاد الفاعل أي من قام به الفعل وصدر عنه موجدا له أولا لما أن الرشد وقع عبارة عن التحبيب والتزيين والتكريه مسندة إلى اسمه تبارك اسمه فإنه لو قيل مثلا حبب إليكم الإيمان فضلا منه وجعل كناية عن الرشد لصح فيحسن أن يقال: أولئك هم الراشدون فضلا ويكون في قوة أولئك هم المحببون فضلا أو لأن الرشد هاهنا يستلزم كونه تعالى شأنه مرشدا إذ هو مطاوع أرشد، وهذا نظير ما قالوا من أن الإراءة تستلزم رؤية في قوله سبحانه: يريكم البرق خوفا وطمعا فيتحد الفاعل ويصح النصب، وجوز كونه مصدرا لغير فعله فهو منصوب إما بحبب أو بالراشدين فإن التحبيب والرشد من فضل الله تعالى وإنعامه). وقيل: مفعول به لمحذوف أي يبتغون فضلا والله عليم مبالغ في العلم فيعلم أحوال المؤمنين وما بينهم من التفاضل حكيم يفعل كل ما يفعل من أفضال وإنعام وغيرهما بموجب الحكمة.

التالي السابق


الخدمات العلمية