صفحة جزء
فبأي آلاء ربكما تكذبان وقوله تعالى : فيهن خيرات صفة أخرى لجنتان ، أو خبر بعد خبر للمبتدأ المحذوف كالجملة التي قبلها ، [ ص: 123 ]

ويجوز أن تكون مستأنفة والكلام في ضمير الجمع هنا كالكلام فيه في قوله تعالى : فيهن قاصرات الطرف [الرحمن : 56] ( وخيرات ) قال أبو حيان : جمع خيرة وصف بني على فعلة من الخير كما بنوا من الشر فقالوا شرة ، وقال الزمخشري : أصله « خيرات » بالتشديد فخفف كقوله عليه الصلاة والسلام : «هينون لينون» وليس جمع خير بمعنى أخير فإنه لا يقال فيه خيرون ولا خيرات ، ولعله لأن أصل اسم التفضيل أن لا يجمع خصوصا إذا نكر ، وقرأ بكر بن حبيب وأبو عثمان النهدي وابن مقسم « خيرات » بتشديد الياء وهو يؤيد أن أصله كذلك ، وروي عن أبي عمرو «خيرات » بفتح الياء كأنه جمع خائرة جمع على فعلة حسان قيل : أي حسان الخلق والخلق .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة أنه قال في الآية : خيرات الأخلاق حسان الوجوه ، وأخرج ذلك ابن جرير والطبراني وابن مردويه عن أم سلمة مرفوعا .

التالي السابق


الخدمات العلمية