فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها أبد الآبدين 
وذلك أي الخلود في النار 
جزاء الظالمين على الإطلاق دون المذكورين خاصة ، والجمهور على أن المراد بالشيطان والإنسان الجنس فيكون التبري يوم القيامة وهو الأوفق بظاهر قوله : 
إني أخاف إلخ . 
وذهب بعضهم إلى أن المراد بالشيطان إبليس ، وبالإنسان 
أبو جهل  عليهما اللعنة قال له يوم 
بدر   : 
لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم حتى وقعوا فيما وقعوا قال : 
إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله  . . الآية ، وفي الآية عليه مع ما تقدم عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد  لطيفة ، وذلك أنه لما شبه أولا حال إخوان المنافقين من أهل الكتاب بحال أهل 
بدر  شبه هنا حال المنافقين بحال الشيطان في قصة أهل 
بدر  ، ومعنى 
اكفر على تخصيص الإنسان 
بأبي جهل  دم على الكفر عند بعض ، وقال 
الخفاجي   : لا حاجة لتأويله بذلك لأنه تمثيل . 
وأخرج 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد  في الزهد 
 nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري  في تاريخه 
 nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي  في الشعب 
 nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم  وصححه وغيرهم عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=8علي  كرم الله تعالى وجهه أن رجلا كان يتعبد في صومعته وأن امرأة كانت لها إخوة فعرض لها شيء فأتوه بها فزينت له نفسه فوقع عليها فحملت فجاءه الشيطان فقال : اقتلها فإنهم إن ظهروا عليك افتضحت فقتلها ودفنها فجاؤوه فأخذوه فذهبوا به فبينما هم يمشون إذ جاءه الشيطان فقال : أنا الذي زينت لك فاسجد لي سجدة أنجيك فسجد له أي ثم  
[ ص: 60 ] 
تبرأ منه وقال له ما قال ، فذلك قوله تعالى : 
كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر الآية ، وهذا الرجل هو 
برصيصا الراهب  ، وقد رويت قصته على وجه أكثر تفصيلا مما ذكر وهي مشهورة في القصص ، وفي البحر إن قول الشيطان : 
إني أخاف الله كان رياء وهو لا يمنعه الخوف عن سوء يوقع فيه ابن 
آدم  وقرئ أنا بريء ، وقرأ 
 nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن   nindex.php?page=showalam&ids=16711وعمرو بن عبيد  وسليم بن أرقم   - فكان عاقبتهما - بالرفع على أنه اسم كان ، وأنهما إلخ في تأويل مصدر خبرها على عكس قراءة الجمهور . 
وقرأ 
عبد الله   nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي   nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش   nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة   - خالدان - بالألف على أنه خبر إن ، 
وفي النار متعلق به ، وقدم للاختصاص ، وفيها تأكيد له وإعادة بضميره ، وجوز أن يكون «في النار » خبر إن ، وخالدان - خبر ثانيا وهو في قراءة الجمهور حال من الضمير في الجار والمجرور