وقوله تعالى 
يدخل من يشاء في رحمته إلخ بيان لما تضمنته الجملة قيل أي يدخل سبحانه في رحمته من يشاء أن يدخله فيها وهو الذي علم فيه الخير حيث يوفقه لما يؤدي إلى دخول الجنة من الإيمان والطاعة 
والظالمين أي لأنفسهم وهم الذين علم فيهم الشر 
أعد لهم عذابا أليما متناهيا في الإيلام ونصب ( الظالمين ) بإضمار فعل يفسره أعد إلخ وقدر يعذب وقد يقدر أوعد أو كافأ أو شبه ذلك ولم يقدر أعد لأنه لا يتعدى باللام . وقرأ 
 nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير  وأبان بن عثمان   nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة  «والظالمون» على الابتداء وقراءة الجمهور أحسن . 
وإن أوجبت تقديرا للطباق فيها وذهابه في هذه إذ الجملة عليها اسمية والأولى فعلية . ولا يقال زيادة التأكيد في طرف الوعيد مطلوبة لأنا نقول الأمر بالعكس لو حقق لسبق الرحمة الغضب . وقرأ 
عبد الله  «وللظالمين» بلام الجر فقيل متعلق بما بعد على سبيل التوكيد . وقيل هو بتقدير أعد للظالمين 
أعد لهم والجمهور على الأول ثم إن هذه السورة وإن تضمنت من سعة رحمة الله عز وجل ما تضمنت إلا أنها أشارت من عظيم جلاله سبحانه وتعالى إلى ما أشارت أخرج 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد   nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي  وحسنه 
 nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجة   nindex.php?page=showalam&ids=14679والضياء  في المختارة 
 nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم  وصححه وغيرهم عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر  قال: 
nindex.php?page=hadith&LINKID=664604قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هل أتى على الإنسان حتى ختمها ثم قال: «إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله تعالى والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل  . 
وهذا كالظاهر فيما قلنا نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الأبرار والمقربين الأخيار فيرزقنا جنة وحريرا ويجعل سعينا لديه مشكورا بحرمة النبي صلى الله  
[ ص: 169 ] عليه وسلم وأهل بيته المطهرين من الرجس تطهيرا .