صفحة جزء
ومن باب الإشارة أتأمرون الناس بالبر الذي هو الفعل الجميل الموجب لصفاء القلب وزكاء النفس، ولا تفعلون ما ترتقون به من مقام تجلي الأفعال إلى تجلي الصفات وأنتم تتلون كتاب فطرتكم الذي يأمركم بالدين السالك بكم سبيل التوحيد، أفلا تعقلون، فتقيدون مطلقات صفاتكم الذميمة بعقال ما أفيض عليكم من الأنوار القديمة، واطلبوا المدد والعون ممن له القدرة الحقيقية بالصبر على ما يفعل بكم، لكي تصلوا إلى مقام الرضا، والصلاة التي هي المراقبة، وحضور القلب لتلقي تجليات الرب، وإن المراقبة لشاقة إلا على المنكسرة قلوبهم اللينة أفئدتهم، لقبول أنوار التجليات اللطيفة، واستيلاء سطواتها القهرية، فهم الذين يتيقنون أنهم بحضرة ربهم، وأنهم إليه راجعون بفناء صفاتهم، ومحوها في صفاته، فلا يجدون في الدار إلا شئون الملك اللطيف القهار،

التالي السابق


الخدمات العلمية