ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي لما أمر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بإنذار المذكورين لعلهم ينتظمون في سلك المتقين نهي عليه الصلاة والسلام عن كون ذلك بحيث يؤدي إلى طردهم، ويفهم من بعض الروايات أن الآيتين نزلتا معا ولا يفهم ذلك من البعض الآخر فقد أخرج أحمد والطبراني وغيرهما عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود  رضي الله تعالى عنه قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=684633مر الملأ من قريش  على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده  nindex.php?page=showalam&ids=52صهيب  وعمار  وبلال  وخباب  ونحوهم من ضعفاء المسلمين فقالوا : يا محمد  رضيت بهؤلاء من قومك أهؤلاء من الله تعالى عليهم من بيننا أنحن نكون تبعا لهؤلاء اطردهم عنك فلعلك إن طردتهم أن نتبعك فأنزل الله تعالى فيهم القرءان وأنذر به الذين إلى قوله سبحانه : والله أعلم بالظالمين 
وأخرج 
 nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير   nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبو الشيخ   nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي  في الدلائل وغيرهم عن 
خباب  رضي الله تعالى عنه قال : 
جاء الأقرع بن حابس التميمي  وعيينة بن حصن الفزاري  فوجدا النبي صلى الله عليه وسلم مع بلال  وصهيب  وعمار  وخباب  في أناس ضعفاء من المؤمنين فلما رأوهم حوله حقروهم فأتوه فخلوا به، فقالوا : نحب أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا العرب  له فضلنا فإن وفود العرب  تأتيك فنستحي أن ترانا قعودا مع هؤلاء الأعبد فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا فإذا نحن فرغنا فاقعد معهم إن شئت قال : نعم، قالوا : فاكتب لنا عليك بذلك كتابا فدعا بالصحيفة ودعا  nindex.php?page=showalam&ids=8عليا  كرم الله تعالى وجهه ليكتب ونحن قعود في ناحية إذ نزل جبريل  بهذه الآية ولا تطرد الذين إلخ، ثم دعانا فأتيناه وهو يقول : سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة فكنا نقعد معه فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا فأنزل الله تعالى: واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم إلخ  [ ص: 159 ] فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقعد معنا بعد فإذا بلغ الساعة التي يقوم فيها يقوم فيها قمنا وتركناه حتى يقوم، وأخرج 
 nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر  وغيره عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة  قال : 
مشى عتبة  وشيبة  ابنا ربيعة وقرظة بن عبد عمرو بن نوفل  والحارث بن عامر بن نوفل  ومطعم بن عدي  في أشراف الكفار من عبد مناف  إلى أبي طالب  فقالوا : لو أن ابن أخيك طرد عنا هؤلاء الأعبد والحلفاء كان أعظم له في صدورنا وأطوع له عندنا وأدنى لاتباعنا إياه وتصديقه فذكر ذلك أبو طالب  للنبي صلى الله عليه وسلم فقال  nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب  رضي الله تعالى عنه : لو فعلت يا رسول الله حتى ننظر ما يريدون بقولهم : وما يصيرون إليه من أمرهم فأنزل الله سبحانه: وأنذر به إلى قوله سبحانه: أليس الله بأعلم بالشاكرين وكانوا 
بلالا  وعمار بن ياسر  وسالما مولى أبي حذيفة  وصبيحا مولى أسيد  والحلفاء 
 nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود  والمقداد بن عمرو  وواقد بن عبد الله الحنظلي  وعمرو بن عبد عمرو  ومرثد بن أبي مرثد  وأشباههم ونزل في أئمة الكفر من 
قريش  والموالي والحلفاء