1. الرئيسية
  2. تفسير الماوردي
  3. تفسير سورة الأنبياء
  4. تفسير قوله تعالى قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء
صفحة جزء
قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين قال رب احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون

قوله عز وجل: فإن تولوا يعني أعرضوا ، وفيه وجهان: أحدهما: عنك. والثاني: عن القرآن. فقل آذنتكم على سواء فيه سبعة تأويلات: أحدها: على أمر بين سوي ، وهذا قول السدي. والثاني: على مهل ، وهذا قول قتادة. والثالث: على عدل ، وهذا قول الفراء. والرابع: على بيان علانية غير سر ، وهذا قول الكلبي. والخامس: على سواء في الإعلام يظهر لبعضهم ميلا عن بعض ، وهذا قول علي بن عيسى. والسادس: استواء في الإيمان به.

[ ص: 477 ] والسابع: معناه أن من كفر به فهم سواء في قتالهم وجهادهم ، وهذا قول الحسن. قوله عز وجل: وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين فيه وجهان: أحدهما: لعل تأخير العذاب فتنة لكم. والثاني: لعل رفع عذاب الاستئصال فتنة لكم. وفي هذه الفتنة ثلاثة أوجه: أحدها: هلاك لكم. والثاني: محنة لكم. والثالث: إحسان لكم. ومتاع إلى حين فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: إلى يوم القيامة ، وهذا قول الحسن. والثاني: إلى الموت ، وهذا قول قتادة. والثالث: إلى أن يأتي قضاء الله تعالى فيهم. قوله عز وجل: قال رب احكم بالحق فيه وجهان: أحدهما: عجل الحكم بالحق.

الثاني: معناه افصل بيننا وبين المشركين بما يظهر به الحق للجميع ، وهذا معنى قول قتادة. وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون فيه وجهان: أحدهما: على ما تكذبون ، قاله قتادة . والثاني: على ما تكتمون ، قاله الكلبي. وقيل إن النبي صلى الله عليه وسلم إذا شهد قتالا قرأ هذه الآية. والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية