1. الرئيسية
  2. تفسير الماوردي
  3. تفسير سورة لقمان
  4. تفسير قوله تعالى الم تلك آيات الكتاب الحكيم هدى ورحمة للمحسنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكا
صفحة جزء
[ ص: 326 ] سورة لقمان

مكية كلها في قول الجميع إلا رواية عطاء أن آيتين منها نزلتا بالمدينة وهما قوله تعالى : ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والتي بعدها . وقال الحسن إلا آية منها نزلت بالمدينة وهي قوله تعالى : الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة لأن الصلاة والزكاة مدنيتان .

بسم الله الرحمن الرحيم

الم تلك آيات الكتاب الحكيم هدى ورحمة للمحسنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون

قوله : الم تلك آيات الكتاب الحكيم فيه أربعة أوجه :

أحدها : المحكم أحكمت آياته بالحلال والحرام والأحكام . قاله يحيى بن سلام .

الثاني : المتقن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو قريب من المعنى الأول ، قاله ابن شجرة .

الثالث : البين أنه من عند الله ، قاله الضحاك .

الرابع : أنه يظهر من الحكمة بنفسه كما يظهره الحكيم بقوله ، قاله ابن عيسى .

قوله تعالى : هدى فيه وجهان :

أحدهما : هدى من الضلالة ، قاله الشعبي .

[ ص: 327 ] الثاني : هدى إلى الجنة ، قاله يحيى بن آدم .

ورحمة فيه وجهان :

أحدهما : أن القرآن رحمة من العذاب لما فيه من الزجر عن استحقاقه وهو وجهان :

أحدهما : أنه خرج مخرج النعت بأنه هدى ورحمة .

الثاني : أنه خرج مخرج المدح بأن فيه هدى ورحمة .

للمحسنين وفي الإحسان ثلاثة أوجه :

أحدها : أنه الإيمان الذي يحسن به إلى نفسه ، قاله ابن شجرة .

الثاني : أنه الصلة والصلاة ، قاله الحسن .

الثالث : ما روى عمر بن الخطاب قال : بينما أنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل فقال : يا رسول الله ما الإحسان؟ قال : (أن تخشى الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك . وتحب للناس ما تحب لنفسك) قال : فإذا فعلت ذلك فأنا محسن؟ قال : (نعم) قال الرجل : صدقت . ثم انطلق الرجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (علي بالرجل) . فطلبناه فلم نقدر عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الله أكبر ذلك جبريل عليه السلام أراد أن يعلمكم أمور دينكم .

قوله تعالى : أولئك على هدى من ربهم فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : على نور من ربهم ، قاله ابن عباس .

الثاني : على بينة ، قاله ابن جبير .

الثالث : على بيان ، قاله يحيى بن سلام .

وأولئك هم المفلحون فيه أربعة أوجه :

[ ص: 328 ] أحدها : بمعنى السعداء ، قاله يحيى بن سلام .

الثاني : المنجحون ، قاله ابن شجرة .

الثالث : الناجحون ، قاله النقاش .

الرابع : أنهم الذين أدركوا ما طلبوا ونجوا من شر ما منه هربوا ، قاله ابن عباس .

التالي السابق


الخدمات العلمية