إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور  [ ص: 472 ] قوله عز وجل : 
يرجون تجارة لن تبور يعني الجنة ، وفيها وجهان : 
أحدهما : لن تفسد ، قاله 
 nindex.php?page=showalam&ids=17317يحيى بن سلام   . 
الثاني : لن تكسد ، قاله 
 nindex.php?page=showalam&ids=14387علي بن عيسى  والأول أشبه لقول الشاعر 
يا رسول المليك إن لساني راتق ما فتقت إذا أنا بور 
قوله عز وجل : 
ليوفيهم أجورهم يعني ثواب أعمالهم . 
ويزيدهم من فضله فيه أربعة أوجه : 
أحدها : يفسح لهم في قبورهم ، قاله 
 nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك   . 
الثاني : يشفعهم فيمن أحسن إليهم في الدنيا ، قاله 
أبو وائل   . 
الثالث : يضاعف لهم حسناتهم ، وهو مأثور . 
الرابع : غفر الكثير وشكر اليسير ، قاله بعض المتأخرين . 
ويحتمل خامسا : يوفيهم أجورهم على فعل الطاعات ويزيدهم من فضله على اجتناب المعاصي 
إنه غفور للذنب . 
شكور للطاعة . ووصفه بأنه شكور مجاز ومعناه أن يقابل بالإحسان مقابلة الشكور لأنه يقابل على اليسير بأضعافه .