صفحة جزء
ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم [ ص: 204 ] ويعفو عن كثير وما أنتم بمعجزين في الأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير

قوله عز وجل: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم فيه قولان:

أحدهما: أنه الحدود على المعاصي ، قاله الحسن .

الثاني: أنها البلوى في النفوس والأموال عقوبة على المعاصي والذنوب. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب ابن آدم خدش عود ولا عثرة قدم ولا اختلاج عرق إلا بذنب وما يعفو عنه أكثر) وقال ثابت البناني. كان يقال ساعات الأذى يذهبن ساعات الخطايا.

ثم فيها قولان:

أحدهما: أنها خاصة في البالغين أن تكون عقوبة لهم; وفي الأطفال أن تكون مثوبة لهم.

الثاني: عقوبة عامة للبالغين في أنفسهم وللأطفال في غيرهم من والد أو والدة ، قاله العلاء بن زيد. ويعفو عن كثير فيه وجهان:

أحدهما: عن كثير من المعاصي أن لا يكون عليها حدود ، وهو مقتضى قول الحسن.

الثاني: عن كثير من العصاة وأن لا يعجل عليهم بالعقوبة. قال علي رضي الله عنه: ما عاقب الله به في الدنيا فالله أحلم من أن يثني عليه العقوبة يوم القيامة، وما عفا الله عنه في الدنيا فالله أكرم من أن يعود في عفوه يوم القيامة. [ ص: 205 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية