صفحة جزء
وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين

قوله عز وجل: وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أي علامة ملكه أن يأتيكم التابوت قال وهب بن منبه: كان قدر التابوت ثلاثة أذرع في ذراعين. فيه سكينة من ربكم وفي السكينة ستة تأويلات: أحدها: ريح هفافة لها وجه كوجه الإنسان ، وهذا قول علي عليه السلام. [ ص: 316 ]

والثاني: أنها طست من ذهب من الجنة كان يغسل فيه قلوب الأنبياء ، وهذا قول ابن عباس والسدي . والثالث: أنها روح من الله تعالى يتكلم ، وهذا قول وهب بن منبه. والرابع: أنها ما يعرف من الآيات فيسكنون إليها ، وهذا قول عطاء بن أبي رباح. والخامس: أنها الرحمة ، وهو قول الربيع بن أنس. والسادس: أنها الوقار ، وهو قول قتادة. ثم قال تعالى: وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون وفيها أربعة تأويلات: أحدها: أن البقية عصا موسى ورضاض الألواح ، وهذا قول ابن عباس . والثاني: أنها العلم والتوراة ، وهو قول عطاء. والثالث: أنها الجهاد في سبيل الله ، وهو قول الضحاك. والرابع: أنها التوراة وشيء من ثياب موسى ، وهو قول الحسن . تحمله الملائكة قال الحسن: تحمله الملائكة بين السماء والأرض ، ترونه عيانا ، ويقولون: إن آدم نزل بالتابوت ، وبالركن. واختلفوا أين كان قبل أن يرد إليهم ، فقال ابن عباس ، ووهب كان في أيدي العمالقة ، غلبوا عليه بني إسرائيل ، وقال قتادة كان في برية التيه ، خلفه هناك يوشع بن نون ، قال أبو جعفر الطبري: وبلغني أن التابوت وعصا موسى وبحيرة الطبرية ، وأنهما يخرجان قبل يوم القيامة.

التالي السابق


الخدمات العلمية