1. الرئيسية
  2. تفسير الماوردي
  3. تفسير سورة الحجر
  4. تفسير قوله تعالى ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون
صفحة جزء
ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين

قوله عز وجل: ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أن الشيع الأمم ، قاله ابن عباس وقتادة.

الثاني: أن الشيع جمع شيعة ، والشيعة الفرقة المتآلفة المتفقة الكلمة ، فكأن الشيع الفرق ، ومنه قوله تعالى : أو يلبسكم شيعا [الأنعام: 65] أي فرقا ، وأصله مأخوذ من الشياع وهو الحطب الصغار يوقد به الكبار ، فهو عون النار.

[ ص: 150 ] الثالث: أن الشيع القبائل ، قاله الكلبي. قوله عز وجل: كذلك نسلكه في قلوب المجرمين فيه أربعة أوجه: أحدها: كذلك نسلك الاستهزاء في قلوب المجرمين ، وإن لم يعرفوا ، قاله قتادة .

الثاني: كذلك نسلك التكذيب في قلوب المجرمين ، قاله ابن جريج.

الثالث: كذلك نسلك القرآن في قلوب المجرمين ، وإن لم يؤمنوا ، قاله الحسن.

الرابع: كذلك إذا كذب به المجرمون نسلك في قلوبهم أن لا يؤمنوا به. قوله عز وجل: لا يؤمنون به يحتمل وجهين: أحدهما: بالقرآن أنه من عند الله.

الثاني: بالعذاب أن يأتيهم. وقد خلت سنة الأولين السنة: الطريقة ، قال عمر بن أبي ربيعة


لها من الريم عيناه وسنته ونحره السابق المختال إذ صهلا



فيه وجهان: أحدهما: قد خلت سنة الأولين بالعذاب لمن أقام على تكذيب الرسل.

الثاني: بأن لا يؤمنوا برسلهم إذا عاندوا. ويحتمل ثالثا: بأن منهم مؤمنا وكافرا. كما يحتمل رابعا: من أقام على الكفر بالمعجزات بعد مجيء ما طلب من الآيات.

التالي السابق


الخدمات العلمية