صفحة جزء
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون



[ ص: 209 ] قوله عز وجل: إن الله يأمر بالعدل والإحسان الآية. في تأويل هذه الآية ثلاثة أقاويل: أحدها: أن العدل: شهادة أن لا إله إلا الله ، والإحسان: الصبر على أمره ونهيه وطاعة الله في سره وجهره وإيتاء ذي القربى صلة الرحم ، وينهى عن الفحشاء يعني الزنا ، والمنكر القبائح. والبغي الكبر والظلم حكاه ابن جرير الطبري.

الثاني: أن العدل: القضاء بالحق ، والإحسان: التفضل بالإنعام ، وإيتاء ذي القربى: ما يستحقونه من النفقات. وينهى عن الفحشاء ما يستسر بفعله من القبائح. والمنكر: ما يتظاهر به منها فينكر. والبغي: ما يتطاول به من ظلم وغيره ، وهذا معنى ما ذكره ابن عيسى.

الثالث: أن العدل ها هنا استواء السريرة والعلانية في العمل لله. والإحسان أن تكون سريرته أحسن من علانيته. والفحشاء والمنكر: أن تكون علانيته أحسن من سريرته ، قاله سفيان بن عيينة. فأمر بثلاث ونهى عن ثلاث. يعظكم لعلكم تذكرون يحتمل وجهين: أحدهما: تتذكرون ما أمركم به وما نهاكم عنه.

الثاني: تتذكرون ما أعده من ثواب طاعته وعقاب معصيته.

التالي السابق


الخدمات العلمية