صفحة جزء
قوله تعالى : فإن تابوا الآية .

أخرج ابن ماجه ، ومحمد بن نصر المروزي في كتاب "الصلاة"، والبزار، وأبو يعلى ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، والحاكم وصححه، وابن مردويه ، والبيهقي في "شعب الإيمان"، من طريق الربيع بن أنس، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من فارق الدنيا على الإخلاص لله، وعبادته وحده لا شريك له، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، فارقها والله عنه راض . قال أنس : وهو دين الله الذي جاءت به الرسل، وبلغوه عن ربهم من قبل هرج الأحاديث، واختلاف الأهواء . قال أنس : وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى في آخر ما أنزل : فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم قال : توبتهم خلع الأوثان، وعبادة ربهم . [ ص: 246 ] وأخرج أبو الشيخ عن الحسن : فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم قال : حرمت هذه الآية دماء أهل القبلة .

وأخرج أبو الشيخ عن قتادة : فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم قال : فإنما الناس ثلاثة نفر؛ مسلم عليه الزكاة، ومشرك عليه الجزية، وصاحب حرب يأمن بتجارته إذا أعطى عشر ماله .

وأخرج الحاكم وصححه عن مصعب بن عبد الرحمن، عن أبيه قال : افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، ثم انصرف إلى الطائف، فحاصرهم ثمانية أو سبعة، ثم ارتحل غدوة وروحة، ثم نزل ثم هجر، ثم قال : أيها الناس، إني لكم فرط، وإني أوصيكم بعترتي خيرا، موعدكم الحوض، والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة، ولتؤتن الزكاة أو لأبعثن عليكم رجلا مني أو كنفسي، فليضربن أعناق مقاتليهم، وليسبين ذراريهم . فرأى الناس أنه يعني أبا بكر أو عمر، فأخذ بيد علي فقال : هذا . [ ص: 247 ] وأخرج ابن سعد عن عبد الرحمن بن الربيع الظفري، وكانت له صحبة، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل من أشجع تؤخذ صدقته، فجاءه الرسول فرده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذهب إليه، فإن لم يعط صدقته فاضرب عنقه .

التالي السابق


الخدمات العلمية