صفحة جزء
قوله تعالى : وجاءوا على قميصه بدم كذب .

أخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : ( وجاءوا على قميصه بدم كذب ) قال : كان دم سخلة .

وأخرج ابن جرير ، عن مجاهد في قوله : ( بدم كذب ) قال : كان ذلك الدم كذبا لم يكن دم يوسف كان دم سخلة .

وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة في الآية قال : أخذوا ظبيا فذبحوه فلطخوا به القميص فجعل يعقوب عليه السلام يقلب القميص فيقول : ما أرى أثر ناب ولا ظفر إن هذا لسبع رحيم ، فعرف أنهم كذبوه .

[ ص: 208 ]

وأخرج الفريابي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس ( وجاءوا على قميصه بدم كذب ) قال : لما أتي يعقوب بقميص يوسف عليه السلام فلم ير فيه خرقا قال كذبتم لو كان كما تقولون أكله الذئب لخرق القميص .

وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن الحسن قال : لما جيء بقميص يوسف عليه السلام إلى يعقوب عليه السلام جعل يقلبه فيرى أثر الدم ولا يرى فيه شقا ولا خرقا فقال : يا بني والله ما كنت أعهد الذئب حليما إذ أكل ابني وأبقى قميصه .

وأخرج ابن جرير ، عن الشعبي قال : ذبحوا جديا ولطخوه بدمه فلما نظر يعقوب إلى القميص صحيحا عرف أن القوم كذبوه فقال لهم : إن كان هذا الذئب لحليما حيث رحم القميص ولم يرحم ابني .

وأخرج ابن جرير ، عن قتادة قال : لما أتوا نبي الله يعقوب بقميصه قال : ما أرى أثر سبع ولا طعن ولا خرق .

وأخرج أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الجرجاني في «أماليه» عن ربيعة قال : لما أتي يعقوب عليه السلام فقيل : إن يوسف أكله الذئب ، دعا الذئب فقال : أكلت قرة عيني وثمرة فؤادي ، قال : لم أفعل ، قال : فمن أين جئت ومن أين تريد قال : جئت من أرض مصر وأريد أرض جرجان ، قال : فما يعنيك [ ص: 209 ]

بها قال : سمعت الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قبلك يقولون : من زار حميما أو قريبا كتب الله له بكل خطوة ألف ألف حسنة وحط عنه ألف ألف سيئة ويرفع له ألف ألف درجة ، فدعا بنيه فقال : اكتبوا هذا الحديث فأبى أن يحدثهم ، فقال : ما لك لا تحدثهم فقال : إنهم عصاة .

وأخرج أبو الشيخ ، عن مبارك قال : سئل ابن سيرين عن رجل رأى في المنام أنه يستاك كلما أخرج السواك رأى عليه دما ، قال : اتق الله ولا تكذب ، وقرأ ( وجاءوا على قميصه بدم كذب ) .

وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس في قوله : ( بل سولت لكم أنفسكم أمرا ) قال : أمرتكم أنفسكم .

وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : ( بل سولت لكم أنفسكم أمرا ) يقول : بل زينت لكم أنفسكم أمرا ( فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ) أي على ما تكذبون .

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب «الصبر» ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن حيان بن أبي جبلة قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله : ( فصبر جميل ) قال : لا شكوى فيه من بث لم يصبر .

[ ص: 210 ]

وأخرج عبد الرزاق ، والفريابي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله : ( فصبر جميل ) قال : ليس فيه جزع .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الحسن قال : الصبر الجميل الذي ليس فيه شكوى إلا إلى الله .

وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن الثوري عن بعض الصحابة قال : يقال ثلاثة من الصبر : ألا تحدث بما يوجعك ولا بمصيبتك ولا تزكي نفسك .

التالي السابق


الخدمات العلمية