صفحة جزء
قوله تعالى : وفي الأرض قطع متجاورات الآية .

أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس في قوله : ( وفي الأرض قطع متجاورات ) قال : يريد الأرض الطيبة العذبة التي تخرج نباتها بإذن ربها تجاورها السبخة القبيحة المالحة التي لا تخرج وهما أرض واحدة وماؤهما شيء ملح وعذب ، ففضلت إحداهما على الأخرى .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : ليس في الأرض ماء إلا ما نزل من السماء ولكن عروق في الأرض تغيره فمن أراد أن يعود الملح عذبا فليصعد [ ص: 366 ]

الماء من الأرض .

وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله : ( وفي الأرض قطع متجاورات ) قال : السبخة والعذبة والمالح والطيب .

وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن قتادة ( وفي الأرض قطع متجاورات ) قال : قرى متجاورات ، قريب بعضها من بعض .

وأخرج أبو الشيخ ، عن الحسن ( وفي الأرض قطع متجاورات ) قال : فارس والأهواز والكوفة والبصرة .

وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس في قوله : ( وفي الأرض قطع متجاورات ) قال : الأرض تنبت حلوا والأرض تنبت حامضا ، وهي متجاورات تسقى بماء واحد .

وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن سعيد بن جبير ( وفي الأرض قطع متجاورات ) قال : الأرض الواحدة يكون فيها الخوخ والكمثرى والعنب الأبيض والأسود وبعضه أكثر حملا من بعض وبعضه حلو وبعضه حامض وبعضه أفضل من بعض .

وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي [ ص: 367 ] حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن البراء بن عازب في قوله : ( صنوان وغير صنوان ) قال : الصنوان ما كان أصله واحدا وهو متفرق وغير صنوان التي تنبت وحدها ، وفي لفظ ( صنوان ) النخلة في النخلة ملتصقة ( وغير صنوان ) النخل المتفرق .

وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس ( صنوان ) قال : مجتمع النخيل في أصل واحد ( وغير صنوان ) قال : النخل المتفرق .

وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله : ( وفي الأرض قطع متجاورات ) قال : طيبها عذيها ، وخبيثها السباخ ، وفي قوله : ( وجنات من أعناب ) قال : جنات وما معها ، وفي قوله : ( صنوان ) قال : النخلتان وأكثر في أصل واحد ( وغير صنوان ) وحدها تسقى ( بماء واحد ) قال : ماء السماء كمثل صالح بني آدم وخبيثهم أبوهم واحد ، وكذلك النخلة أصلها واحد وطعامها مختلف ، وهو يشرب بماء واحد .

[ ص: 368 ]

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن سعيد بن جبير في قوله : ( صنوان وغير صنوان ) قال : مجتمع وغير مجتمع ( يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل ) قال : العنب الأبيض والأسود والأحمر والتين الأبيض والأسود والنخل الأحمر والأصفر .

وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد ( صنوان ) قال : ثلاث نخلات في أصل واحد كمثل ثلاثة من بني أب وأم يتفاضلون في العمل كما يتفاضل ثمر هذه النخلات الثلاث في أصل واحد .

وأخرج ابن جرير ، عن الحسن في الآية قال : مثل ضربه الله عز وجل لقلوب بني آدم كما كانت الأرض في يد الرحمن طينة واحدة فسطحها وبطحها فصارت الأرض قطعا متجاورة فينزل عليها الماء من السماء فتخرج هذه زهرتها وثمرها وشجرها وتخرج نباتها وتحيي موتها وتخرج هذه سبخها وملحها وخبثها وكلتاهما تسقى بماء واحد فلو كان الماء مالحا قيل إنما استسبخت هذه من قبل الماء كذلك الناس خلقوا من آدم فينزل عليهم من السماء تذكرة فترق قلوب فتخشع وتخضع وتقسو قلوب فتلهو وتسهو [ ص: 369 ]

وتجفو قال الحسن والله ما جالس القرآن أحد إلا قام من عنده بزيادة أو نقصان ، قال الله تعالى ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ) .

وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، عن قتادة ( صنوان ) قال : الصنوان النخلة التي يكون فيها نخلتان وثلاث أصلهن واحد ، قال : وحدثني رجل أنه كان بين عمر بن الخطاب وبين العباس قول فأسرع إليه العباس فجاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله ألم تر عباسا فعل بي وفعل فأردت أن أجيبه فذكرت مكانه منك فكففت عنه ، فقال : يرحمك الله إن عم الرجل صنو أبيه .

وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، عن مجاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تؤذوني في العباس فإنه بقية آبائي وإن عم الرجل صنو أبيه .

وأخرج ابن جرير ، عن عطاء ، وابن أبي مليكة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر : يا عمر أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه .

وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي ، وابن مردويه ، عن جابر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا علي الناس من شجر شتى وأنا وأنت [ ص: 370 ]

يا علي من شجرة واحدة ثم قرأ النبي (
وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان ) .


وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ ( ونفضل بعضها على بعض ) بالنون .

وأخرج الترمذي وحسنه والبزار ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( ونفضل بعضها على بعض في الأكل ) قال : الدقل والفارسي والحلو والحامض .

وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : ( ونفضل بعضها على بعض في الأكل ) قال : هذا حامض وهذا حلو وهذا دقل وهذا فارسي .

وأخرج أبو الشيخ ، عن مجاهد ( ونفضل بعضها على بعض في الأكل ) قال : هذا حلو وهذا مر وهذا حامض كذلك بنو آدم أبوهم واحد ومنهم المؤمن والكافر .

التالي السابق


الخدمات العلمية