صفحة جزء
قوله تعالى : واستفتحوا الآية .

أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : ( واستفتحوا ) قال للرسل كلها ، يقول : استنصروا ، وفي قوله : ( وخاب كل جبار عنيد ) قال : معاند للحق مجانب له .

وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : ( واستفتحوا ) قال : استنصرت الرسل على قومها ( وخاب كل جبار [ ص: 501 ]

عنيد
) يقول : عنيد عن الحق معرض عنه أبى أن يقول لا إله إلا الله .

وأخرج ابن جرير ، عن إبراهيم النخعي في قوله : ( عنيد ) قال : هو الناكب عن الحق .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن كعب قال : يجمع الله الخلق يوم القيامة في صعيد واحد : الجن والإنس والدواب والهوام فيخرج عنق من النار فيقول وكلت بالعزيز الكريم والجبار العنيد الذي جعل مع الله إلها آخر ، قال : فيلقطهم كما يلقط الطير الحب فيحتوي عليهم ثم يذهب بهم إلى مدينة من النار يقال لها كيت وكيت فيثورون فيها ثلاثمائة عام قبل القضاء .

وأخرج الترمذي وصححه ، وابن مردويه والبيهقي في «الشعب» عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان تبصران وأذنان تسمعان ولسان ينطق فيقول : إني وكلت بثلاثة : بكل جبار عنيد وبكل من دعا مع الله إلها آخر وبالمصورين .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبزار وأبو يعلى والطبراني في «الأوسط» ، وابن مردويه ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يخرج عنق من النار يوم القيامة فيتكلم بلسان طلق ذلق له عينان يبصر بهما ولسان يتكلم به فيقول : إني أمرت بكل جبار عنيد ومن دعا مع الله إلها آخر ومن قتل نفسا [ ص: 502 ]

بغير نفس فتنضم عليهم فتقذفهم في النار قبل الناس بخمسمائة سنة .


وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن في جهنم واديا يقال له : هبهب حق على الله أن يسكنه كل جبار .

وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : ( كل جبار عنيد ) قال : الجبار العيار والعنيد الذي يعند عن حق الله تعالى ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول :


مصر على الحنث لا تخفى شواكله يا ويح كل مصر القلب جبار



التالي السابق


الخدمات العلمية