صفحة جزء
قوله تعالى : يوم ندعوا كل أناس بإمامهم

أخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : يوم ندعوا كل أناس بإمامهم . قال : إمام هدى، وإمام ضلالة .

وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والخطيب في "تاريخه"، عن أنس في قوله : يوم ندعوا كل أناس بإمامهم . قال : نبيهم .

[ ص: 404 ] وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن مجاهد ، مثله .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : يوم ندعوا كل أناس بإمامهم . قال : بكتاب أعمالهم .

وأخرج ابن مردويه عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله : يوم ندعوا كل أناس بإمامهم . قال : "يدعى كل قوم بإمام زمانهم، وكتاب ربهم، وسنة نبيهم" .

وأخرج الترمذي وحسنه، والبزار ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان، والحاكم وصححه، وابن مردويه ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : يوم ندعوا كل أناس بإمامهم . قال : "يدعى أحدهم فيعطى كتابه بيمينه، ويمد له في جسمه ستين ذراعا، ويبيض وجهه، ويجعل على رأسه تاج من لؤلؤ يتلألأ، فينطلق إلى أصحابه فيرونه من بعيد، فيقولون : اللهم ائتنا بهذا وبارك لنا في هذا . حتى يأتيهم فيقول : أبشروا، لكل رجل منكم مثل هذا . وأما الكافر، فيسود له وجهه، ويمد له في جسمه ستين ذراعا على صورة آدم، ويلبس تاجا، فيراه أصحابه فيقولون : نعوذ بالله من شر هذا، اللهم لا تأتنا بهذا . قال : فيأتيهم . [ ص: 405 ] فيقولون : اللهم أخره . فيقول : أبعدكم الله، فإن لكل رجل منكم مثل هذا" .

وأخرج الفريابي ، وابن أبي حاتم ، عن عكرمة قال : جاء نفر من أهل اليمن إلى ابن عباس ، فسأله رجل : أرأيت قوله : ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى ؟ فقال ابن عباس : لم تصب المسألة، اقرأ ما قبلها : ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر . حتى بلغ : وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا . فقال ابن عباس : من كان أعمى عن هذا النعيم الذي قد رأى وعاين، فهو في أمر الآخرة التي لم ير ولم يعاين أعمى وأضل سبيلا .

وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ في "العظمة" من طريق الضحاك ، عن ابن عباس : ومن كان في هذه أعمى . يقول : من كان في الدنيا أعمى عما يرى من قدرتي من خلق السماء والأرض والجبال والبحار [ ص: 406 ] والناس والدواب وأشباه هذا، فهو عما وصفت له في الآخرة ولم يره أعمى وأضل سبيلا . يقول : أبعد حجة .

وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن عباس : يقول : من عمي عن قدرة الله في الدنيا، فهو في الآخرة أعمى .

وأخرج أبو الشيخ في "العظمة" عن قتادة في الآية قال : من عمي عما يراه من الشمس والقمر، والليل والنهار، وما يرى من الآيات ولم يصدق بها، فهو عما غاب عنه من آيات الله أعمى وأضل سبيلا .

التالي السابق


الخدمات العلمية