صفحة جزء
قوله تعالى : وليضربن بخمرهن على جيوبهن .

أخرج البخاري ، أبو داود ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي [ ص: 27 ] حاتم، وابن مردويه ، والبيهقي في "سننه"، عن عائشة قالت : رحم الله نساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله : وليضربن بخمرهن على جيوبهن أخذ النساء أزرهن فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها .

وأخرج ابن جرير ، والحاكم وصححه، وابن مردويه ، عن عائشة قالت : لما نزلت هذه الآية : وليضربن بخمرهن على جيوبهن شققن أكتف مروطهن فاختمرن به .

وأخرج الطيالسي ، وأحمد ، وأبو داود ، والطبراني ، والبيهقي في "شعب الإيمان"، والحاكم ، وصححه عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهي تختمر فقال : «لية لا ليتين» .

وأخرج أبو داود ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن صفية بنت شيبة قالت : بينا نحن عند عائشة فذكرت نساء قريش وفضلهن فقالت عائشة : [ ص: 28 ] إن نساء قريش لفضلى، وإني –والله- ما رأيت أفضل من نساء الأنصار؛ أشد تصديقا بكتاب الله، ولا إيمانا بالتنزيل؛ لقد أنزلت سورة "النور" : وليضربن بخمرهن على جيوبهن فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل إليهن فيها، ويتلو الرجل على امرأته وبنته وأخته، وعلى ذي قرابته، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها فاعتجرت به تصديقا وإيمانا بما أنزل الله من كتابه، فأصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان .

وأخرج سعيد بن منصور ، وابن مردويه ، عن عائشة ، أن امرأة دخلت عليها وعليها خمار رقيق يشف جبينها، فأخذته عائشة فشقته ثم قالت : ألا تعلمين ما أنزل الله في سورة "النور"؟ فدعت لها بخمار فكستها إياه .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير : وليضربن وليشددن، بخمرهن على جيوبهن يعني : على النحر والصدر، فلا يرى منه شيء .

وأخرج أبو داود في "الناسخ" عن ابن عباس : قال في سورة "النور" : [ ص: 29 ] ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن وقال : يدنين عليهن من جلابيبهن ثم استثنى فقال : والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن [النور : 60] . والمتبرجات اللاتي يخرجن غير نحورهن .

التالي السابق


الخدمات العلمية