صفحة جزء
قوله تعالى : قال رب بما أنعمت علي الآية .

أخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن الضحاك في قوله : فلن أكون ظهيرا للمجرمين قال : معينا للمجرمين .

وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : فلن أكون ظهيرا للمجرمين قال : لن أعين بعدها ظالما على فجره .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن عبيد الله بن الوليد الوصافي، أنه سأل عطاء بن أبي رباح عن أخ له كاتب ليس يلي من أمور [ ص: 440 ] السلطان شيئا إلا أنه يكتب لهم بقلم ما يدخل وما يخرج، فإن ترك قلمه صار عليه دين واحتاج، وإن أخذ به كان له فيه غنى . قال : يكتب لمن؟ قال : لخالد بن عبد الله القسري . قال : ألم تسمع إلى ما قال العبد الصالح : رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين ؟ فلا يهتم بشيء وليرم بقلمه، فإن الله سيأتيه برزق .

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حنظلة جابر بن حنظلة الضبي الكاتب قال : قال رجل لعامر : يا أبا عمرو إني رجل كاتب، أكتب ما يدخل وما يخرج، آخذ رزقا أستغني به أنا وعيالي . قال : فلعلك تكتب في دم يسفك؟ قال : لا . قال : فلعلك تكتب في مال يؤخذ؟ قال : لا . قال : فلعلك تكتب في دار تهدم؟ قال : لا . قال : أسمعت بما قال موسى : رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين ؟ قال : قال : أبلغت إلي يا أبا عمرو، والله لا أخط لهم بقلم أبدا . قال : والله لا يدعك الله بغير رزق أبدا .

وأخرج الحاكم عن أبي بردة قال : صليت إلى جنب ابن عمر العصر، فسمعته يقول في ركوعه : رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين .

[ ص: 441 ] وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن سلمة بن نبيط قال : بعث عبد الرحمن بن مسلم إلى الضحاك فقال : اذهب بعطاء أهل بخارى، فأعطهم . فقال : أعفني . فلم يزل يستعفيه حتى أعفاه، فقال له بعض أصحابه : ما عليك أن تذهب فتعطيهم وأنت لا ترزؤهم شيئا؟ فقال : لا أحب أن أعين الظلمة على شيء من أمرهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية