1. الرئيسية
  2. الدر المنثور
  3. تفسير سورة القصص
  4. تفسير قوله تعالى إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين
صفحة جزء
قوله تعالى : إنك لا تهدي من أحببت الآية .

أخرج عبد بن حميد ، ومسلم ، والترمذي ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في "الدلائل"، عن أبي هريرة قال : لما حضرت وفاة أبي طالب، أتاه [ ص: 491 ] النبي صلى الله عليه وسلم فقال : «يا عماه، قل : لا إله إلا الله، أشهد لك بها عند الله يوم القيامة» . فقال : لولا أن تعيرني قريش، يقولون : ما حمله عليها إلا جزعه من الموت لأقررت بها عينك . فأنزل الله : إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين .

وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، والبخاري ، ومسلم ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ، وابن مردويه ، والبيهقي ، عن ابن المسيب نحوه . وتقدم في سورة "براءة" .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : إنك لا تهدي من أحببت قال : نزلت هذه الآية في أبي طالب .

وأخرج سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وأبو داود ، في "القدر"، والنسائي ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، عن أبي سعيد بن رافع قال : قلت لابن عمر : إنك لا تهدي من أحببت أفي أبي طالب نزلت؟ قال : نعم .

وأخرج ابن عساكر ، عن أبي سعيد بن رافع قال : سألت ابن عمر : إنك لا تهدي من أحببت أفي أبي جهل وأبي طالب نزلت؟ قال : نعم .

[ ص: 492 ] وأخرج الفريابي ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : إنك لا تهدي من أحببت قال : قول محمد صلى الله عليه وسلم لأبي طالب : «قل كلمة الإخلاص أجادل عنك بها يوم القيامة» . قال : يا ابن أخي، ملة الأشياخ، وهو أعلم بالمهتدين قال : بمن قدر الهدى والضلالة .

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة : إنك لا تهدي من أحببت قال : ذكر لنا أنها نزلت في أبي طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ألاصه منه عند موته أن يقول : لا إله إلا الله . كيما تحل له الشفاعة، فأبى عليه .

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة : إنك لا تهدي من أحببت يعني أبا طالب، ولكن الله يهدي من يشاء يعني العباس .

وأخرج أبو سهل السري بن سهل الجنديسابوري في الخامس من حديثه، من طريق عبد القدوس، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله : [ ص: 493 ] إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء قال : نزلت في أبي طالب، ألح عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يسلم فأبى، فأنزل الله : إنك لا تهدي من أحببت أي : لا تقدر تلزمه الهدى وهو كاره له، إنما أنت نذير، ولكن الله يهدي من يشاء للإيمان .

وأخرج أيضا من طريق عبد القدوس، عن نافع ، عن ابن عمر في قوله : إنك لا تهدي من أحببت قال : نزلت في أبي طالب عند موته، والنبي صلى الله عليه وسلم عند رأسه وهو يقول : «يا عم، قل : لا إله إلا الله . أشفع لك بها يوم القيامة» . قال أبو طالب : لا، تعيرني نساء قريش بعدي أني جزعت عند موتي . فأنزل الله : إنك لا تهدي من أحببت يعني : لا تقدر أن تلزمه الهدى وهو يهوى الشرك، ولا تقدر تدخله الإسلام كرها حتى يهواه، ولكن الله يهدي من يشاء . ولكن الله لو يشاء أن يقهره على الهدى كرها لفعل، وليس بفاعل حتى يكون ذلك منه، فأخبر الله بقدرته، وهو كقوله : لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين [الشعراء : 3-4] . فأخبر بقدرته أنه لا يعجزه شيء .

وأخرج العقيلي ، وابن عدي ، وابن مردويه ، والديلمي ، وابن عساكر ، [ ص: 494 ] وابن النجار ، عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «بعثت داعيا ومبلغا، وليس إلي من الهدى شيء، وخلق إبليس مزينا، وليس إليه من الضلالة شيء» .

التالي السابق


الخدمات العلمية