صفحة جزء
قوله تعالى : ولا تجادلوا أهل الكتاب الآيتين .

أخرج الفريابي ، وابن جرير ، عن مجاهد في قوله : ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم قال : الذين قالوا : مع الله إله . أو : له ولد، أو : له شريك . أو : يد الله مغلولة . أو : الله فقير ونحن [ ص: 558 ] أغنياء . أو آذى محمدا صلى الله عليه وسلم، وهم أهل الكتاب . وفي قوله : وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم قال : لمن يقول هذا منهم، يعني من لم يقل : مع الله إله . أو : له ولد، أو : له شريك . أو : يد الله مغلولة . أو : الله فقير . وآذى محمدا صلى الله عليه وسلم .

وأخرج الفريابي ، وابن جرير ، عن مجاهد في قوله : ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن قال : إن قالوا شرا فقولوا خيرا، إلا الذين ظلموا منهم فانتصروا منهم .

وأخرج الفريابي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم . قال : لا تقاتلوا إلا من قاتل ولم يعط الجزية، ومن أدى منهم الجزية فلا تقولوا لهم إلا حسنا .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن قال : ب : لا إله إلا الله .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن حسين في الآية قال : التي هي أحسن قولوا : آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون فهذه مجادلتهم بالتي هي أحسن .

[ ص: 559 ] وأخرج أبو داود في "ناسخه"، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن الأنباري في "المصاحف"، عن قتادة : ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن قال : نهى عن مجادلتهم في هذه الآية، ثم نسخ ذلك فقال : قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر الآية [التوبة : 29] . ولا مجادلة أشد من السيف .

وأخرج البخاري ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في "شعب الإيمان"، عن أبي هريرة قال : كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا : آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون » .

وأخرج عبد الرزاق ، والفريابي ، وابن جرير ، عن عطاء بن يسار قال : كانت اليهود يحدثون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيسبحون كأنهم يعجبون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا : آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون » .

وأخرج عبد الرزاق في "المصنف"، وابن سعد ، وأحمد والبيهقي في [ ص: 560 ] "سننه"، عن أبي نملة الأنصاري، أن رجلا من اليهود قال لجنازة : أنا أشهد أنه تتكلم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا : آمنا بالله وكتبه ورسله . فإن كان حقا لم تكذبوهم، وإن كان باطلا لم تصدقوهم» .

وأخرج البيهقي في "سننه"، وفي "الشعب"، والديلمي ، وأبو نصر السجزي في "الإبانة"، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء، فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، إما أن تصدقوا بباطل أو تكذبوا بحق، والله لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني» .

وأخرج عبد الرزاق عن زيد بن أسلم قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء؛ فإنهم لن يهدوكم وقد أضلوا أنفسهم» .

وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، عن ابن مسعود قال : لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء، فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، لتكذبوا بحق وتصدقوا [ ص: 561 ] بباطل، فإن كنتم سائليهم لا محالة، فانظروا ما واطأ كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فدعوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية