صفحة جزء
قوله تعالى : وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون .

أخرج ابن جرير ، عن ابن شهاب في قوله : وأن تصوموا خير لكم أي : أن الصيام خير لكم من الفدية .

وأخرج مالك ، وأحمد ، وابن أبي شيبة ، والبخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، وابن خزيمة، والبيهقي في «شعب الإيمان»، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كل عمل ابن آدم يضاعف؛ الحسنة عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي . للصائم فرحتان؛ فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند [ ص: 189 ] الله من ريح المسك" .

وأخرج ابن أبي شيبة ، ومسلم ، والنسائي ، والبيهقي ، عن أبي هريرة ، وأبي سعيد قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يقول الله : الصوم لي وأنا أجزي به . للصائم فرحتان؛ إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فجازاه فرح، ولخلوف فم الصائم عند الله أطيب عند الله من ريح المسك" .

وأخرج أحمد، والبيهقي ، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "قال ربنا : الصيام جنة يستجن بها العبد من النار، وهو لي، وأنا أجزي به" . وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "الصيام جنة حصينة من النار" .

وأخرج البيهقي عن أيوب بن حسان الواسطي قال : سمعت رجلا يسأل سفيان بن عيينة فقال : يا أبا محمد، فيما يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل : "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به"؟ فقال ابن عيينة : هذا من أجود الأحاديث وأحكمها، إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده، ويؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله، حتى لا يبقى إلا الصوم، فيتحمل الله ما بقي [ ص: 190 ] عليه من المظالم، ويدخله بالصوم الجنة .

وأخرج مالك ، وابن أبي شيبة ، وأحمد ، والبخاري ، ومسلم ، والنسائي ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قال الله عز وجل : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي، وأنا أجزي به . والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، وإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني امرؤ صائم . والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما ؛ إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه" .

وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، والبخاري ، ومسلم ، والنسائي ، وابن خزيمة، والبيهقي ، عن سهل بن سعد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "للجنة ثمانية أبواب، فيها باب يسمى الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل معهم أحد غيرهم، يقال : أين الصائمون؟ فيدخلون منه، فإذا دخل آخرهم أغلق فلم يدخل منه أحد" . زاد ابن خزيمة : "ومن دخل منه شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا" .

[ ص: 191 ] وأخرج البيهقي ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الصيام لا رياء فيه ، قال الله : هو لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشرابه من أجلي" .

وأخرج ابن أبي شيبة ، والبخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، والبيهقي ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" .

وأخرج النسائي، والبيهقي ، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة" .

وأخرج البيهقي ، عن عبد الله بن أبي أوفى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، وعمله مضاعف، ودعاؤه مستجاب، وذنبه مغفور" .

وأخرج ابن عدي في «الكامل»، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن جميع [ ص: 192 ] الغساني، وأبو سعيد بن الأعرابي، والبيهقي ، عن عائشة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "ما من عبد أصبح صائما إلا فتحت له أبواب السماء، وسبحت أعضاؤه، واستغفر له أهل السماء الدنيا إلى أن توارى بالحجاب، فإن صلى ركعة أو ركعتين أضاءت له السماوات نورا، وقلن أزواجه من الحور العين : اللهم اقبضه إلينا، فقد اشتقنا إلى رؤيته . وإن هلل أو سبح أو كبر تلقاه سبعون ألف ملك يكتبون ثوابها إلى أن توارى بالحجاب" .

وأخرج البيهقي ، عن علي بن أبي طالب : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "من منعه الصيام من الطعام والشراب يشتهيه، أطعمه الله من ثمار الجنة، وسقاه من شرابها" .

وأخرج البيهقي ، عن علي بن أبي طالب : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إن الله أوحى إلى نبي من بني إسرائيل أن أخبر قومك أن ليس عبد يصوم يوما ابتغاء وجهي إلا أصححت جسمه، وأعظمت أجره" .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن أبي موسى الأشعري قال : بينما نحن في البحر غزاة، إذ مناد ينادي : يا أهل السفينة، قفوا نخبركم . قال أبو موسى : [ ص: 193 ] قلت : ألا ترى الريح لنا طيبة، والشراع لنا مرفوعة، والسفينة تجري بنا في لجة البحر؟ قال : أفلا أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه؟ قلت : بلى . قال : فإن الله قضى على نفسه أيما عبد عطش نفسه لله في الدنيا يوما، فإن حقا على الله أن يرويه يوم القيامة .

وأخرج أحمد، والنسائي ، وابن خزيمة ، وابن حبان ، والحاكم وصححه، والبيهقي ، عن أبي أمامة قال : قلت : يا رسول الله، مرني بعمل آخذه عنك ينفعني الله به . قال : "عليك بالصوم فإنه لا مثل له" .

وأخرج البيهقي ، عن عبد الله بن أبي رباح قال : توضع الموائد يوم القيامة للصائمين، فيأكلون والناس في الحساب .

وأخرج البيهقي ، عن كعب الأحبار قال : ينادي يوم القيامة مناد : إن كل حارث يعطى بحرثه ويزاد، غير أهل القرآن والصيام، يعطون أجورهم بغير حساب .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لكل أهل [ ص: 194 ] عمل باب من أبواب الجنة، يدعون منه بذلك العمل، ولأهل الصيام باب يقال له الريان" .

وأخرج مالك في «الموطأ» ، وابن أبي شيبة ، والبخاري ، ومسلم ، والنسائي ، والبيهقي ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الصيام جنة" .

وأخرج البيهقي ، عن أبي هريرة أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول، يروي ذلك عن ربه عز وجل : " قال ربكم : الصوم جنة، يجتن بها عبدي من النار" .

وأخرج أحمد، والبيهقي ، عن أبي هريرة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "الصيام جنة وحصن حصينة من النار" .

وأخرج ابن أبي شيبة ، والنسائي ، وابن ماجه ، وابن خزيمة، والبيهقي ، عن عثمان بن أبي العاصي الثقفي : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "الصيام جنة من النار، كجنة أحدكم من القتال" .

[ ص: 195 ] وأخرج ابن أبي شيبة ، والنسائي ، وابن خزيمة، والبيهقي عن أبي عبيدة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "الصيام جنة ما لم يخرقها" .

وأخرج الطبراني في «الأوسط» من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الصيام جنة ما لم يخرقها" . قيل : وبما يخرقها؟ قال : "بكذب أو غيبة" .

وأخرج الترمذي، والبيهقي ، عن رجل من بني سليم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده فقال : "سبحان الله نصف الميزان، والحمد لله تملأ الميزان، والله أكبر تملأ ما بين السماء والأرض، والوضوء نصف الإيمان، والصيام نصف الصبر" .

وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن ماجه ، والبيهقي ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "الصيام نصف الصبر، وإن لكل شيء زكاة، وزكاة الجسد الصوم" .

[ ص: 196 ] وأخرج ابن سعد ، وابن أبي شيبة ، والترمذي وصححه، والنسائي ، وابن ماجه ، والبيهقي ، عن أم عمارة بنت كعب، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها، فقربت إليه طعاما، فقال : "كلي" . فقالت : إني صائمة . فقال : "إن الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة حتى يفرغوا أو يقضوا" .

وأخرج ابن ماجه، والبيهقي عن بريدة قال : دخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتغدى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الغداء يا بلال" . قال : إني صائم يا رسول الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "نأكل رزقنا وفضل رزق بلال في الجنة، أشعرت يا بلال أن الصائم تسبح عظامه، وتستغفر له الملائكة ما أكل عنده" .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن عبد الله بن عمرو قال : الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن مجاهد قال : الصائم إذا أكل عنده سبحت مفاصله .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن يزيد بن خليل، مثله .

[ ص: 197 ] وأخرج أبو يعلى ، والطبراني ، والبيهقي ، عن سلمة بن قيصر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من صام يوما ابتغاء وجه الله، بعده الله من جهنم كبعد غراب طار وهو فرخ حتى مات هرما" .

وأخرج أحمد، والبزار من حديث أبي هريرة ، مثله .

وأخرج البزار، والبيهقي ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ثلاث دعوات مستجابات ؛ دعوة الصائم، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم" .

وأخرج البيهقي ، عن أنس قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد وفيه فتية من أصحابه، فقال : "من كان عنده طول فلينكح، وإلا فعليه بالصوم، فإنه له وجاء، ومحسمة للعرق" .

وأخرج الترمذي ، وابن ماجه ، عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "في الجنة باب يدعى الريان، يدعى له الصائمون، فمن كان من الصائمين [ ص: 198 ] دخله، ومن دخله لا يظمأ أبدا" .

وأخرج ابن ماجه، والحاكم ، والبيهقي ، عن عبد الله بن عمرو : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد" .

وأخرج البزار، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن للصوام يوم القيامة حوضا ما يرده غير الصوام" .

وأخرج ابن أبي الدنيا، والبزار، عن ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا موسى في سرية في البحر، فبينما هم كذلك قد رفعوا الشراع في ليلة مظلمة إذا هاتف من قومهم يهتف : يا أهل السفينة قفوا أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه ، قال أبو موسى : أخبرنا إن كنت مخبرا . قال : إن الله قضى على نفسه أنه من أعطش نفسه له في يوم صائف سقاه الله يوم العطش .

وأخرج ابن سعد، والترمذي وصححه، والنسائي ، وابن خزيمة ، وابن حبان ، والحاكم وصححه، والبيهقي في «الدعوات»، عن الحارث الأشعري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، وإنه كاد أن يبطئ بها، فقال عيسى : إن الله [ ص: 199 ] أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، فإما أن تأمرهم، وإما أن آمرهم . فقال يحيى : أخشى إن سبقتني بها أن يخسف بي أو أعذب . فجمع الناس في بيت المقدس، فامتلأ، وقعدوا على الشرف، فقال : إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن، وآمركم أن تعملوا بهن ؛ أولهن : أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا؛ وإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق، فقال : هذه داري، وهذا عملي، فاعمل وأد إلي . فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيده، فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك؟ وإن الله أمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا، فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت، وآمركم بالصيام؛ فإن مثل ذلك كمثل رجل في عصابة، معه صرة فيها مسك، فكلهم يعجبه ريحها، وإن ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وآمركم بالصدقة؛ فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو، فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه، فقال : أنا أفدي نفسي منكم بالقليل والكثير . ففدى نفسه منهم، وآمركم أن تذكروا الله؛ فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا، حتى إذا أتى على حصن حصين، فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد، لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله" . [ ص: 200 ] وأخرج الطبراني في "الأوسط"، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اغزوا تغنموا، وصوموا تصحوا، وسافروا تستغنوا" .

وأخرج أحمد، وابن أبي الدنيا في كتاب "الجوع"، والطبراني ، والحاكم وصححه، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة؛ يقول الصيام : أي رب، منعته الطعام والشهوة، فشفعني فيه، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه . قال : فيشفعان" .

وأخرج أبو يعلى ، والطبراني ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو أن رجلا صام يوما تطوعا، ثم أعطي ملء الأرض ذهبا، لم يستوف ثوابه دون يوم الحساب" .

وأخرج البخاري، ومسلم، والترمذي ، والنسائي ، والبيهقي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا" . [ ص: 201 ] وأخرج الطبراني في "الأوسط" و"الصغير"، عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض" .

وأخرج الطبراني، عن عمرو بن عبسة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من صام يوما في سبيل الله بعدت منه النار مسيرة مائة عام" .

وأخرج الترمذي، والنسائي ، وابن ماجه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من صام يوما في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفا" .

وأخرج الترمذي عن أبي أمامة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من صام يوما في سبيل الله، جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض" .

وأخرج أحمد، والترمذي وحسنه ، وابن ماجه ، وابن خزيمة ، وابن حبان ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ثلاثة لا ترد دعوتهم؛ الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب [ ص: 202 ] السماء، ويقول الرب : وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين" .

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب "الجوع"، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الصائمون تنفح من أفواههم ريح المسك، وتوضع لهم يوم القيامة مائدة تحت العرش، فيأكلون منها والناس في شدة" .

وأخرج الطبراني في "الأوسط"، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن لله مائدة عليها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، لا يقعد عليها إلا الصائمون" .

وأخرج أبو الشيخ ابن حيان في "الثواب"، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا كان يوم القيامة يخرج الصوام من قبورهم يعرفون برياح صيامهم، أفواههم أطيب من ريح المسك، فيلقون بالموائد والأباريق مختمة بالمسك، فيقال لهم : كلوا فقد جعتم، واشربوا فقد عطشتم، ذروا الناس واستريحوا، فقد أعييتم إذ استراح الناس . فيأكلون ويشربون ويستريحون والناس في عناء وظمأ" . [ ص: 203 ] وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب "الأهوال"، عن مغيث بن سمي قال : تركد الشمس فوق رءوسهم على أذرع، وتفتح أبواب جهنم، فتهب عليهم رياحها وسمومها، وتخرج عليهم نفحاتها، حتى تجري الأرض من عرقهم أنتن من الجيف، والصائمون في ظل العرش .

وأخرج الأصبهاني في "الترغيب"، من طريق أحمد بن أبي الحواري : أنبأنا أبو سليمان، قال : جاءني أبو علي الأصم بأحسن حديث سمعته في الدنيا، قال : توضع للصوام مائدة يأكلون والناس في الحساب، فيقولون : يا رب، نحن نحاسب وهؤلاء يأكلون! فيقول : طالما صاموا وأفطرتم، وقاموا ونمتم .

وأخرج البيهقي في "شعب الإيمان" عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن ألان الكلام، وأطعم الطعام، وتابع الصيام، وصلى بالليل والناس نيام" .

وأخرج البيهقي ، عن نافع قال : قال ابن عمر : كان يقال : إن لكل مؤمن دعوة مستجابة عند إفطاره، إما أن تعجل له في دنياه، أو تدخر له في آخرته، فكان ابن عمر يقول عند إفطاره : يا واسع المغفرة، اغفر لي .

وأخرج أحمد، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ذات يوم : " من [ ص: 204 ] شهد منكم جنازة؟" قال عمر : أنا . قال : " من عاد مريضا؟" قال عمر : أنا . قال : "من تصدق بصدقة؟" قال عمر : أنا . قال : " من أصبح صائما؟" قال عمر : أنا . قال : "وجبت، وجبت" .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن عبد الله بن رباح قال : خرجنا إلى معاوية، فمررنا براهب، فقال : توضع الموائد، فأول من يأكل منها الصائمون .

وأخرج ابن أبي شيبة ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، وابن خزيمة، والدارقطني ، والبيهقي في "شعب الإيمان"، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة ولا مرض، لم يقضه عنه صوم الدهر كله وإن صامه" .

وأخرج الدارقطني، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من أفطر يوما من رمضان من غير عذر فعليه صوم شهر" .

وأخرج الدارقطني، عن رجاء بن جميل قال : كان ربيعة بن أبي عبد الرحمن يقول : من أفطر يوما من رمضان صام اثني عشر يوما؛ لأن الله [ ص: 205 ] رضي من عباده شهرا من اثني عشر شهرا .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن سعيد بن المسيب قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني أفطرت يوما من رمضان، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "تصدق واستغفر الله، وصم يوما مكانه" .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن ابن مسعود قال : من أفطر يوما من رمضان متعمدا من غير سفر ولا مرض، لم يقضه أبدا وإن صام الدهر كله .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن علي ، قال : من أفطر يوما من رمضان متعمدا، لم يقضه أبدا طول الدهر .

التالي السابق


الخدمات العلمية