صفحة جزء
قوله تعالى : والشمس تجري الآية .

أخرج عبد بن حميد والبخاري والترمذي ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ في "العظمة"، وابن مردويه والبيهقي في "الأسماء والصفات" عن أبي ذر قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال : "يا أبا ذر" أتدري أين تغرب الشمس؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال : فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله : والشمس تجري لمستقر لها .

وأخرج سعيد بن منصور ، وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، والبيهقي عن أبي ذر قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله : [ ص: 347 ] والشمس تجري لمستقر لها قال : مستقرها تحت العرش .

وأخرج سعيد بن منصور ، وأحمد والترمذي ، والنسائي وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن أبي ذر قال : دخلت المسجد حين غابت الشمس، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس، فقال : يا أبا ذر أتدري أين تذهب هذه؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال : فإنها تذهب حتى تسجد بين يدي ربها فتستأذن في الرجوع، فيؤذن لها وكأنها قد قيل لها : اطلعي من حيث جئت . فتطلع من مغربها . ثم قرأ : (وذلك مستقر لها) قال : وذلك قراءة عبد الله .

وأخرج عبد الرزاق ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ في "العظمة"، عن عبد الله بن عمرو في الآية قال : مستقرها أن تطلع فتردها ذنوب بني آدم فإذا غربت سلمت وسجدت واستأذنت، فيؤذن لها، حتى إذا غربت سلمت وسجدت، فلا يؤذن لها، فتقول : إن السير بعيد، وإني إن لا يؤذن لي لا أبلغ . فتحبس ما شاء الله أن تحبس، ثم يقال : اطلعي من حيث غربت، قال : فمن يومئذ إلى يوم القيامة لا ينفع نفسا إيمانها .

[ ص: 348 ] وأخرج أبو عبيد في "فضائله"، وأحمد وابن الأنباري في "المصاحف" عن ابن عباس أنه كان يقرأ : (والشمس تجري لا مستقر لها) .

وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ في "العظمة" عن ابن عمرو قال : لو أن الشمس تجري مجرى واحدا ما انتفع أحد من أهل الأرض بشيء منها، ولكنها تحلق في الصيف، وتعترض في الشتاء، فلو أنها طلعت مطلعها في الشتاء في الصيف لأنضجهم الحر، ولو أنها طلعت مطلعها في الصيف في الشتاء لقطعهم البرد .

وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن أبي راشد في قوله : والشمس تجري لمستقر لها قال : موضع سجودها .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن الأنباري في "المصاحف" وأبو الشيخ ، عن قتادة في قوله : والشمس تجري لمستقر لها [ ص: 349 ] قال : لوقتها ولأجل لا تعدوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية