صفحة جزء
قوله تعالى : يسألونك عن الأهلة .

أخرج ابن عساكر بسند ضعيف، عن ابن عباس في قوله : يسألونك عن الأهلة قال : نزلت في معاذ بن جبل، وثعلبة بن عنمة، وهما رجلان من الأنصار، قالا : يا رسول الله، ما بال الهلال يبدو ويطلع دقيقا مثل الخيط، ثم يزيد حتى يعظم، ويستوي ويستدير، ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يعود كما كان، لا يكون على حال واحد؟ فنزلت : يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس قل : هي مواقيت للناس في حل دينهم، ولصومهم، ولفطرهم، وعدة نسائهم، والشروط التي تنتهي إلى أجل معلوم .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة قال : سألوا النبي صلى الله عليه وسلم : لم جعلت الأهلة؟ فأنزل الله : يسألونك عن الأهلة الآية ، فجعلها لصوم المسلمين، ولإفطارهم، ولمناسكهم، وحجهم، ولعدة نسائهم، ومحل دينهم في أشياء، والله أعلم بما يصلح خلقه .

[ ص: 306 ] وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي العالية قال : ذكر لنا أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : لم خلقت الأهلة؟ فأنزل الله : يسألونك عن الأهلة الآية . جعلها الله مواقيت لصوم المسلمين، وإفطارهم، ولحجهم، ومناسكهم، ولعدة نسائهم، ومحل دينهم .

وأخرج ابن جرير ، عن الربيع بن أنس ، مثله .

وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأهلة، فنزلت هذه الآية : يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس يعلمون بها حل دينهم، وعدة نسائهم، ووقت حجهم .

وأخرج عبد بن حميد ، عن مجاهد في قوله : يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس قال : لحجكم، وصومكم، وقضاء ديونكم، وعدة نسائكم .

وأخرج الطستي، عن ابن عباس ، أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : مواقيت للناس . قال : في عدة نسائهم، ومحل دينهم، وشروط الناس . قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت قول الشاعر وهو يقول :


والشمس تجري على وقت مسخرة إذا قضت سفرا استقبلت سفرا

[ ص: 307 ] وأخرج الحاكم وصححه، والبيهقي في "سننه"، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جعل الله الأهلة مواقيت للناس، فصوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين يوما" .

وأخرج أحمد، والطبراني ، وابن عدي، والدارقطني بسند ضعيف، عن طلق بن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جعل الله الأهلة مواقيت للناس، فإذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين" .

التالي السابق


الخدمات العلمية