صفحة جزء
[ ص: 368 ] قوله تعالى : فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها .

أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، عن قتادة في قوله : فقد جاء أشراطها قال : دنت الساعة .

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : فقد جاء أشراطها قال : أول الساعات .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله : فقد جاء أشراطها قال : محمد صلى الله عليه وسلم من أشراطها .

وأخرج البخاري عن سهل بن مسعود قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بأصبعيه هكذا الوسطى والتي تليها : بعثت أنا والساعة كهاتين .

وأخرج أحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى .

وأخرج ابن مردويه عن سعيد بن أبي عروبة في قوله : فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها قال : كان قتادة يقول : قد دنت الساعة ودنا منكم فناء ودنا من الله فراغ للعباد . قال قتادة : وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم خطب أصحابه بعد العصر حتى كادت الشمس تغرب، ولم يبق منها [ ص: 369 ] إلا شف - أي : شيء - قال : والذي نفس محمد بيده، ما مثل ما مضى من الدنيا فيما بقي منها، إلا مثل ما مضى من يومكم هذا فيما بقي منه، وما بقي منه إلا اليسير .

وأخرج أحمد عن بريدة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : بعثت أنا والساعة جميعا إن كادت لتسبقني .

وأخرج البخاري، وابن ماجه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بعثت أنا والساعة كهاتين .

وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي جبيرة بن الضحاك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بعثت في نسم الساعة .

وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وابن مردويه، عن أنس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا ويقل الرجال ويكثر النساء حتى يكون على خمسين امرأة قيم واحد .

[ ص: 370 ] وأخرج ابن أبي شيبة، والبخاري، ومسلم، وابن ماجه، وابن مردويه، عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بارزا للناس فأتاه رجل فقال : يا رسول الله متى الساعة؟ فقال : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، ولكن سأحدثك عن أشراطها، إذا ولدت الأمة ربتها، فذاك من أشراطها وإذا كانت الحفاة العراة رعاء الشاء رءوس الناس فذاك من أشراطها وإذا تطاول رعاء الغنم في البنيان فذاك من أشراطها .

وأخرج البخاري عن أبي هريرة أن أعرابيا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : متى الساعة؟ فقال : إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة . قال يا رسول الله وكيف إضاعتها؟ قال : إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة .

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : أتى رجل فقال : يا رسول الله متى الساعة؟ قال : ما السائل بأعلم من المسؤول . قال : فلو علمتنا أشراطها . قال : تقارب الأسواق . قلت : وما تقارب الأسواق؟ قال : أن يشكو الناس بعضهم إلى بعض قلة إصابتهم، ويكثر ولد البغي وتفشو الغيبة ويعظم رب المال وترتفع أصوات الفساق في المساجد ويظهر أهل المنكر ويظهر البناء .

وأخرج ابن مردويه والديلمي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أشراط الساعة سوء الجوار وقطيعة الأرحام وأن يعطل السيف من الجهاد، [ ص: 371 ] وأن تختل الدنيا بالدين .

وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن من أشراط الساعة أن يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع .

وأخرج أحمد، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لن تذهب الدنيا حتى تصير للكع بن لكع .

وأخرج أحمد، والبخاري، وابن ماجه، عن عمرو بن تغلب : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوما نعالهم الشعر وإن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوما عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة .

وأخرج أحمد والنسائي عن عمرو بن تغلب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من أشراط الساعة أن يقبض العلم ويفشو المال وتفشو التجارة ويظهر القلم . قال عمرو : فإن كان هذا الرجل ليبيع البيع فيقول : حتى أستأمر [ ص: 372 ] تاجر بني فلان . ويلتمس في الحواء العظيم الكاتب فلا يوجد .

وأخرج أحمد، والبخاري، ومسلم، وابن ماجه عن ابن مسعود : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يكون بين يدي الساعة أيام يرفع فيها العلم وينزل فيها الجهل ويكثر فيها الهرج .

وأخرج عبد الرزاق ، في "المصنف" عن عبد الله بن زبيب الجندي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا الوليد يا عبادة بن الصامت إذا رأيت الصدقة كتمت وغلت واستؤجر في الغزو وعمر الخراب وخرب العامر والرجل يتمرس بأمانته كما يتمرس البعير بالشجرة فإنك والساعة كهاتين . وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها .

[ ص: 373 ] وأخرج أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد .

وأخرج أحمد، والترمذي، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كالساعة والساعة كالضرمة بالنار .

وأخرج أحمد، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر ويكون الشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كاحتراق السعفة .

وأخرج مسلم والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا .

وأخرج البخاري ومسلم، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان يكون بينهم مقتلة عظيمة دعواهما واحدة، وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين، كلهم يزعم [ ص: 374 ] أنه رسول الله وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج - وهو القتل - وحتى يكثر فيكم المال فيفيض، حتى يهم رب المال من يقبل صدقته وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه : لا أرب لي به وحتى يتطاول الناس في البنيان وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول : يا ليتني مكانه . وحتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، وذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا [الأنعام : 158] ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبا بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقى به ولتقومن الساعة وقد رفعت أكلته إلى فيه فلا يطعمها .

وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله لا يحب الفاحش ولا المتفحش والذي نفس محمد بيده، لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش وسوء الجوار وقطيعة الأرحام وحتى يخون الأمين ويؤتمن الخائن . ثم قال : إنما مثل المؤمن كمثل النخلة، وقعت [ ص: 375 ] فأكلت طيبا ثم سقطت ولم تفسد ولم تكسر ومثل المؤمن كمثل القطعة الذهب الأحمر أدخلت النار فنفخ عليها ولم تتغير ووزنت فلم تنقص .

وأخرج أحمد، والحاكم وصححه عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطرا عاما ولا تنبت الأرض شيئا .

وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، عن جابر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : بين يدي الساعة كذابون؛ منهم صاحب اليمامة وصاحب صنعاء العنسي ومنهم صاحب حمير ومنهم الدجال وهو أعظمهم فتنة .

وأخرج أحمد، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : بين يدي الساعة قريب من ثلاثين دجالين كلهم يقول : أنا نبي أنا نبي .

وأخرج أحمد، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سيكون في أمتي دجالون كذابون يأتونكم ببدع من الحديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يفتنونكم .

[ ص: 376 ] وأخرج أحمد، والطبراني عن ابن عمر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ليكونن قبل يوم القيامة المسيح الدجال وكذابون ثلاثون أو أكثر .

وأخرج أبو يعلى عن ابن عمر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن في أمتي لنيفا وسبعين داعيا كلهم داع إلى النار لو أشاء لأنبأتكم بأسمائهم وقبائلهم .

وأخرج أبو يعلى عن أبي الجلاس قال : سمعت عليا يقول لعبد الله السبائي : لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن بين يدي الساعة ثلاثين كذابا . وإنك لأحدهم .

وأخرج أبو يعلى عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يكون قبل خروج الدجال نيف على سبعين دجالا .

وأخرج ابن أبي شيبة، عن أنس أن بين يدي الدجال لستا وسبعين دجالا .

[ ص: 377 ] وأخرج أحمد، والبزار، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى تمطر السماء مطرا لا يكن منه بيوت المدر ولا يكن منه إلا بيوت الشعر .

وأخرج البيهقي في "البعث والنشور" عن الحسن قال : قال عتي : خرجت في طلب العلم فقدمت الكوفة، فإذا أنا بعبد الله بن مسعود فقلت : يا أبا عبد الرحمن، هل للساعة من علم تعرف به؟ قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : إن من أشراط الساعة أن يكون الولد غيظا والمطر قيظا وتفيض الأشرار فيضا ويصدق الكاذب ويؤتمن الخائن ويخون الأمين ويسود كل قبيلة وكل سوق فجارها وتزخرف المحاريب وتخرب القلوب ويكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ويخرب عمران الدنيا ويعمر خرابها وتظهر الفتنة وأكل الربا وتظهر المعازف والكنوز وشرب الخمر ويكثر الشرط والغمازون والهمازون .

وأخرج أبو نعيم في "الحلية" عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله [ ص: 378 ] صلى الله عليه وسلم : من اقتراب الساعة اثنتان وسبعون خصلة إذ رأيتم الناس أماتوا الصلاة وأضاعوا الأمانة وأكلوا الربا واستحلوا الكذب واستخفوا الدماء واستعلوا البناء وباعوا الدين بالدنيا وتقطعت الأرحام ويكون الحكم ضعفا والكذب صدقا والحرير لباسا وظهر الجور وكثر الطلاق وموت الفجاءة، وائتمن الخائن وخون الأمين وصدق الكاذب وكذب الصادق وكثر القذف وكان المطر قيظا والولد غيظا وفاض اللئام فيضا وغاض الكرام غيضا وكان الأمراء والوزراء كذبة والأمناء خونة والعرفاء ظلمة والقراء فسقة إذا لبسوا مسوك الضأن قلوبهم أنتن من الجيف وأمر من الصبر يغشيهم الله فتنة يتهاوكون تهاوك اليهود الظلمة وتظهر الصفراء يعني الدنانير وتطلب البيضاء وتكثر الخطايا ويقل الأمن وحليت المصاحف وصورت المساجد وطولت المنائر وخربت القلوب وشربت الخمور وعطلت الحدود وولدت الأمة ربها وترى الحفاة العراة قد صاروا ملوكا وشاركت المرأة زوجها في التجارة وتشبه الرجال بالنساء، والنساء [ ص: 379 ] بالرجال وحلف بغير الله وشهد المؤمن من غير أن يستشهد وسلم للمعرفة وتفقه لغير دين الله وطلب الدنيا بعمل الآخرة واتخذ المغنم دولا والأمانة مغنما والزكاة مغرما وكان زعيم القوم أرذلهم وعق الرجل أباه وجفا أمه وبر صديقه وأطاع امرأته وعلت أصوات الفسقة في المساجد واتخذ القينات والمعازف وشربت الخمور في الطرق، واتخذ الظلم فخرا، وبيع الحكم وكثرت الشرط واتخذ القرآن مزامير وجلود السباع خفافا ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء وخسفا ومسخا وقذفا وآيات .

وأخرج ابن أبي شيبة، عن علي، أنهم سألوه متى الساعة؟ فقال : لقد سألتموني عن أمر ما يعلمه جبريل ولا ميكائيل، ولكن إن شئتم أنبأتكم بأشياء إذا كانت لم يكن للساعة كثير لبث؛ إذا كانت الألسن لينة والقلوب جنادل ورغب الناس في الدنيا وظهر البناء على وجه الأرض واختلف [ ص: 380 ] الأخوان فصار هواهما شتى، وبيع حكم الله بيعا .

وأخرج ابن أبي شيبة، عن سلمان الفارسي قال : إن من اقتراب الساعة أن يظهر البناء على وجه الأرض وأن تقطع الأرحام وأن يؤذي الجار جاره .

وأخرج ابن أبي شيبة، عن ابن مسعود قال : إن من أشراط الساعة أن يظهر الفحش والتفحش وسوء الخلق وسوء الجوار .

وأخرج ابن أبي شيبة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : من أشراط الساعة أن يظهر القول ويخزن العمل ويرتفع الأشرار ويوضع الأخيار وتقرأ المثاني عليهم فلا يعيبها أحد منهم . قلت : ما المثاني؟ قال : كل كتاب سوى كتاب الله .

وأخرج ابن أبي شيبة، عن رجاء بن حيوة قال : لا تقوم الساعة حتى لا تحمل النخلة إلا تمرة .

وأخرج ابن أبي شيبة، عن قيس قال : لا تقوم الساعة حتى يقوم رأس البقرة بالأوقية .

[ ص: 381 ] وأخرج ابن أبي شيبة، عن أبي الوداك قال : من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة .

وأخرج ابن أبي شيبة، عن الشعبي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا فيقال : ابن ليلتين .

وأخرج ابن أبي شيبة، عن أبي موسى قال : إن بين يدي الساعة أياما ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم حتى يقوم الرجل إلى أمه فيضربها بالسيف من الجهل .

وأخرج ابن أبي شيبة، عن عبد الله بن عمرو قال : يأتي على الناس زمان يجتمعون ويصلون في المساجد وليس فيهم مؤمن .

وأخرج ابن أبي شيبة، عن الشعبي قال : لا تقوم الساعة حتى يصير العلم جهلا والجهل علما .

وأخرج ابن أبي شيبة، عن أنس قال : ليأتين على الناس زمان تجد النسوة النعل [ ص: 382 ] ملقى على الطريق فيقول بعضهن لبعض : قد كانت هذه النعلة مرة لرجل .

وأخرج ابن أبي الدنيا والبزار، عن علي قال : قال رجل : يا رسول الله، متى الساعة؟ فزبره رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا صلى الفجر رفع رأسه إلى السماء فقال : تبارك خالقها ورافعها ومبدلها وطاويها كطي السجل للكتاب . ثم نظر إلى الأرض فقال : تبارك خالقها وواضعها ومبدلها وطاويها كطي السجل للكتاب . ثم قال : أين السائل عن الساعة؟ فجثا رجل من آخر القوم على ركبتيه فإذا هو عمر بن الخطاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذلك عند حيف الأئمة وتكذيب بالقدر وإيمان بالنجوم وقوم يتخذون الأمانة مغنما والزكاة مغرما والفاحشة زيارة . فسألته عن الفاحشة زيارة فقال : الرجلان من أهل الفسق يصنع أحدهما طعاما وشرابا ويأتيه بالمرأة فيقول : اصنع لي كما صنعت فيتزاورون على ذلك . قال : فعند ذلك هلكت أمتي يا ابن الخطاب .

[ ص: 383 ] وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تقوم الساعة حتى يكون السلام على المعرفة وحتى تتخذ المساجد طرقا لا يسجد لله فيها حتى تجاوز وحتى يبعث الغلام بالشيخ بريدا بين الأفقين، وحتى ينطلق التاجر إلى الأرض اليابسة فلا يجد فضلا .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، ثم أخذ بحلقة باب الكعبة فقال : يا أيها الناس ألا أخبركم بأشراط الساعة فقام إليه سلمان فقال : أخبرنا فداك أبي وأمي يا رسول الله . قال : إن من أشراط الساعة إضاعة الصلاة والميل مع الهوى وتعظيم رب المال . فقال سلمان : ويكون هذا يا رسول الله؟ قال : نعم والذي نفس محمد بيده فعند ذلك يا سلمان تكون الزكاة مغرما والفيء مغنما ويصدق الكاذب ويكذب الصادق ويؤتمن الخائن ويخون الأمين ويتكلم الرويبضة . قال : وما الرويبضة؟ قال : يتكلم في الناس من لم يكن يتكلم وينكر الحق تسعة أعشارهم ويذهب الإسلام فلا يبقى إلا اسمه ويذهب القرآن فلا يبقى إلا رسمه وتحلى المصاحف بالذهب ويتسمن ذكور أمتي وتكون المشورة [ ص: 384 ] للإماء ويخطب على المنابر الصبيان وتكون المخاطبة للنساء فعند ذلك تزخرف المساجد كما تزخرف الكنائس والبيع وتطول المنار وتكثر الصفوف مع قلوب متباغضة وألسن مختلفة وأهواء جمة . قال سلمان : ويكون ذلك يا رسول الله؟ قال : نعم والذي نفس محمد بيده عند ذلك يا سلمان يكون المؤمن فيهم أذل من الأمة يذوب قلبه في جوفه كما يذوب الملح في الماء مما يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيره ويكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية البكر فعند ذلك يا سلمان يكون أمراء فسقة ووزراء فجرة وأمناء خونة يضيعون الصلوات ويتبعون الشهوات فإن أدركتموهم فصلوا صلاتكم لوقتها، عند ذلك يا سلمان يجيء سبي من المشرق وسبي من المغرب جثاؤهم جثاء الناس، وقلوبهم قلوب الشياطين لا يرحمون صغيرا ولا يوقرون كبيرا عند ذلك يا سلمان يحج الناس إلى هذا البيت الحرام تحج ملوكهم لهوا وتنزها وأغنياؤهم للتجارة ومساكينهم للمسألة وقراؤهم رياء وسمعة . قال : ويكون ذلك يا رسول الله؟ قال : نعم والذي نفسي بيده عند ذلك يا سلمان يفشو الكذب ويظهر الكوكب له الذنب وتشارك المرأة زوجها في التجارة، وتتقارب الأسواق . قال : وما تقاربها؟ قال : كسادها وقلة أرباحها، [ ص: 385 ] عند ذلك يا سلمان يبعث الله ريحا فيها حيات صفر فتلتقط رؤساء العلماء لما رأوا المنكر فلم يغيروه . قال : ويكون ذلك يا رسول الله؟ قال : نعم والذي بعث محمدا بالحق نبيا .

وأخرج عبد الرزاق ، في "المصنف" عن حذيفة قال : والله لا تقوم الساعة حتى يلي عليكم من لا يزن عشر بعوضة يوم القيامة .

وأخرج أحمد، وابن ماجه والطبراني وابن سعد عن سلامة بنت الحر قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يأتي على الناس زمان يقومون ساعة لا يجدون إماما يصلي بهم .

وأخرج أحمد، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أيام الدجال سنين خداعة يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن ويتكلم فيها الرويبضة . قيل : وما الرويبضة؟ قال : الفاسق يتكلم في أمر العامة .

وأخرج أحمد، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قبل الساعة سنون خداعة يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويخون فيها الأمين، [ ص: 386 ] ويؤتمن فيها الخائن وينطق بها الرويبضة .

التالي السابق


الخدمات العلمية