صفحة جزء
قوله تعالى : فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أخرج ابن أبي حاتم عن عطاء فإذا قضيتم مناسككم قال : حجكم .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير عن مجاهد في قوله فإذا قضيتم مناسككم قال : إهراقه الدماء فاذكروا الله كذكركم آباءكم قال : تفاخرت العرب بينها بفعال آبائها يوم النحر حين يفرغون فأمروا بذكر الله مكان ذلك [ ص: 445 ] وأخرج البيهقي في « الشعب »عن ابن عباس قال : كان المشركون يجلسون في الحج فيذكرون أيام آبائهم وما يعدون من أنسابهم يومهم أجمع فأنزل الله على رسوله في الإسلام فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا .

وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه والضياء في « المختارة » عن ابن عباس قال : كان أهل الجاهلية يقفون في الموسم يقول الرجل منهم : كان أبي يطعم ويحمل الحملات ويحمل الديات ليس لهم ذكر غير فعال آبائهم فأنزل الله فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا .

وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن عبد الله بن الزبير قال : كانوا إذا فرغوا من حجهم تفاخروا بالآباء فأنزل الله فاذكروا الله كذكركم آباءكم .

وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر عن مجاهد قال : كانوا إذا قضوا مناسكهم وقفوا عند الجمرة فذكروا آباءهم وذكروا أيامهم في الجاهلية وفعال آبائهم فنزلت هذه الآية [ ص: 446 ] وأخرج الفاكهي عن أنس قال : كانوا في الجاهلية يذكرون آباءهم فيقول أحدهم : كان أبي يطعم الطعام ، ويقول الآخر : كان أبي يضرب بالسيف ، ويقول الآخر : كان أبي يجز النواصي ، فنزلت فاذكروا الله كذكركم آباءكم .

وأخرج وكيع ، وابن جرير عن سعيد بن جبير وعكرمة قالا : كانوا يذكرون فعل آبائهم في الجاهلية إذا وقفوا بعرفة فنزلت فاذكروا الله كذكركم آباءكم .

وأخرج وكيع ، وعبد بن حميد عن عطاء قال : كان أهل الجاهلية إذا نزلوا منى تفاخروا بآبائهم ومجالسهم فقال هذا : فعل أبي كذا وكذا ، وقال هذا : فعل أبي كذا وكذا ، فذلك قوله فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا .

وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء بن أبي رباح في قوله فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا قال : هو قول الصبي أول ما يفصح في الكلام أبه أمه وأخرج ابن جرير عن ابن عباس كذكركم آباءكم يقول كما يذكر الأبناء الآباء [ ص: 447 ] وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس ، أنه قيل له : قول الله كذكركم آباءكم إن الرجل ليأتي عليه اليوم وما يذكر أباه قال : إنه ليس بذاك ولكن يقول : تغضب لله إذا عصي أشد من غضبك إذا ذكر والدك بسوء .

التالي السابق


الخدمات العلمية