صفحة جزء
[ ص: 63 ] بسم الله الرحمن الرحيم

سورة القمر .

مكية

أخرج النحاس ، عن ابن عباس قال : نزلت سورة القمر بمكة .

وأخرج ابن الضريس ، وابن مردويه ، والبيهقي في «الدلائل» عن ابن عباس قال : نزلت بمكة سورة اقتربت الساعة

وأخرج ابن مردويه ، عن ابن الزبير، مثله .

وأخرج البيهقي في «شعب الإيمان»، عن ابن عباس قال : قارئ اقتربت تدعى في التوراة المبيضة، تبيض وجه صاحبها يوم تسود الوجوه، قال البيهقي : منكر .

وأخرج أبو الشيخ، والديلمي، عن عائشة مرفوعا : «من قرأ : الم تنزيل [السجدة : 1، 2] و يس [يس : 1] و اقتربت الساعة [القمر : 1] و تبارك الذي بيده الملك [الملك : 1] كن له نورا، وحرزا من الشيطان والشرك، ورفع له في الدرجات يوم القيامة» .

[ ص: 64 ] وأخرج ابن الضريس ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة رفعه : من قرأ اقتربت الساعة في كل ليلتين بعثه الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر .

وأخرج ابن الضريس ، عن ليث، عن معن، عن شيخ من همدان، رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : من قرأ اقتربت الساعة غبا؛ ليلة وليلة، حتى يموت، لقي الله تعالى ووجهه كالقمر ليلة البدر .

وأخرج أحمد ، عن بريدة، أن معاذ بن جبل صلى بأصحابه صلاة العشاء فقرأ فيها : اقتربت الساعة فقام رجل من قبل أن يفرغ فصلى وذهب، فقال له معاذ قولا شديدا، فأتى الرجل النبي - صلى الله عليه وسلم - فاعتذر إليه، فقال : إني كنت أعمل في نخل، وخفت على الماء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «صل بـ «الشمس وضحاها« ونحوها من السور .

قوله تعالى : اقتربت الساعة وانشق القمر

أخرج عبد الرزاق ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، ومسلم ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والترمذي ، وابن مردويه ، والبيهقي في «الدلائل» عن أنس قال : سأل [ ص: 65 ] أهل مكة النبي - صلى الله عليه وسلم – آية، فانشق القمر بمكة فرقتين، فنزلت : اقتربت الساعة وانشق القمر إلى قوله : سحر مستمر يقول : ذاهب .

وأخرج البخاري ، ومسلم ، وابن جرير ، عن أنس أن أهل مكة سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يريهم آية، فأراهم القمر شقتين، حتى رأوا حراء بينهما .

وأخرج عبد بن حميد ، والحاكم وصححه، وابن مردويه ، والبيهقي في «الدلائل» من طريق مجاهد ، عن أبي معمر، عن ابن مسعود قال : رأيت القمر منشقا شقتين مرتين بمكة قبل مخرج النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ شقة على أبي قبيس، وشقة على السويداء، فقالوا : سحر القمر، فنزلت : اقتربت الساعة وانشق القمر قال مجاهد : يقول : كما رأيتم القمر منشقا فإن الذي أخبركم عن اقتراب الساعة حق .

وأخرج عبد بن حميد ، والبخاري ، ومسلم ، والترمذي ، وابن جرير ، وابن مردويه ، من طريق أبي معمر، عن ابن مسعود قال : انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فرقتين؛ فرقة فوق الجبل، وفرقة دونه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «اشهدوا» .

[ ص: 66 ] وأخرج أحمد ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، والحاكم وصححه، وابن مردويه ، وأبو نعيم في «الدلائل» من طريق الأسود، عن عبد الله قال : رأيت القمر وقد انشق، فأبصرت الجبل من بين فرجتي القمر .

وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في «الدلائل» من طريق مسروق ، عن ابن مسعود قال : انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت قريش : هذا سحر ابن أبي كبشة، فقالوا : انتظروا ما يأتيكم به السفار؛ فإن محمدا لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم، فجاء السفار فسألوهم فقالوا : نعم، قد رأيناه، فأنزل الله : اقتربت الساعة وانشق القمر .

وأخرج البخاري ، ومسلم ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل، عن ابن عباس قال : انشق القمر في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - .

وأخرج ابن مردويه ، وأبو نعيم في «الدلائل» من طريق علقمة عن [ ص: 67 ] ابن مسعود قال : كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم – بمنى، فانشق القمر، حتى صار فرقتين، فتوارت فرقة خلف الجبل، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «اشهدوا» .

وأخرج مسلم ، والترمذي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والحاكم ، وابن مردويه ، وأبو نعيم ، والبيهقي ، كلاهما في «الدلائل» من طريق مجاهد ، عن ابن عمر في قوله : اقتربت الساعة وانشق القمر قال : كان ذلك على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انشق فرقتين؛ فرقة من دون الجبل، وفرقة خلفه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «اللهم اشهد» .

وأخرج أحمد ، وعبد بن حميد ، والترمذي ، وابن جرير ، والحاكم وصححه، وابن مردويه ، وأبو نعيم والبيهقي ، عن جبير بن مطعم في قوله : وانشق القمر قال : انشق القمر ونحن بمكة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى صار فرقتين؛ فرقة على هذا الجبل، وفرقة على هذا الجبل، فقال الناس : سحرنا محمد، فقال رجل : إن كان سحركم فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم .

[ ص: 68 ] وأخرج ابن جرير ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في «الدلائل» عن ابن عباس في قوله : اقتربت الساعة وانشق القمر قال : قد مضى ذلك، كان قبل الهجرة، انشق القمر حتى رأوا شقيه .

وأخرج الطبراني ، وابن مردويه ، من طريق عكرمة، عن ابن عباس قال : كسف القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : سحر القمر، فنزلت : اقتربت الساعة وانشق القمر إلى قوله : مستمر .

وأخرج أبو نعيم في «الدلائل» من طريق عطاء ، والضحاك ، عن ابن عباس في قوله : اقتربت الساعة وانشق القمر قال : اجتمع المشركون على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم الوليد بن المغيرة، وأبو جهل بن هشام والعاص بن وائل، والعاص بن هشام، والأسود بن عبد يغوث، والأسود بن المطلب، وزمعة بن الأسود، والنضر بن الحرث فقالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - : إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين؛ نصفا على أبي قبيس، ونصفا على قعيقعان، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - : «إن فعلت تؤمنوا؟» قالوا : نعم، قال : وكانت ليلة بدر، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ربه أن يعطيه ما سألوا، فأمسى القمر قد مثل نصفا على أبي قبيس، ونصفا على قعيقعان، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم – ينادي : «يا أبا سلمة بن [ ص: 69 ] عبد الأسد، والأرقم بن أبي الأرقم، اشهدوا» .

وأخرج أبو نعيم، من طريق عطاء ، عن ابن عباس قال : انتهى أهل مكة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : هل من آية نعرف بها أنك رسول الله؟ فهبط جبريل، فقال : يا محمد، قل لأهل مكة : إن تختلفوا هذه الليلة فسترون آية، فأخبرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمقالة جبريل ، فخرجوا ليلة أربع عشرة فانشق القمر نصفين؛ نصفا على الصفا ونصفا على المروة، فنظروا، ثم قالوا بأبصارهم فمسحوها، ثم أعادوا النظر، فنظروا، ثم مسحوا أعينهم، ثم نظروا، فقالوا : يا محمد، ما هذا إلا سحر ذاهب، فأنزل الله : اقتربت الساعة وانشق القمر .

وأخرج أبو نعيم، من طريق الضحاك ، عن ابن عباس قال : جاءت أحبار اليهود إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : أرنا آية حتى نؤمن، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه أن يريهم آية، فأراهم القمر قد انشق فصار قمرين؛ أحدهما على الصفا والآخر على المروة، قدر ما بين العصر إلى الليل ينظرون إليه، ثم غاب القمر، فقالوا : هذا سحر مستمر .

[ ص: 70 ] وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وعبد الله بن أحمد في زوائد «الزهد»، وابن جرير ، وابن مردويه ، وأبو نعيم ، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : خطبنا حذيفة بن اليمان بالمدائن، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : اقتربت الساعة وانشق القمر ألا وإن الساعة قد اقتربت، ألا وإن القمر قد انشق على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق، ألا وإن اليوم المضمار، وغدا السباق .

وأخرج ابن المنذر ، عن حذيفة أنه قرأ : (اقتربت الساعة وقد انشق القمر) .

وأخرج ابن المنذر ، عن الضحاك قال : كان القمر قد انشق ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة قبل أن يهاجر، فقالوا : هذا سحر أسحر السحرة، فافعلوا كما فعل المشركون؛ إذا كسف القمر ضربوا بطساسهم، واصفر أحبارهم، وقالوا : هذا فعل السحر، وذلك قوله : وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر .

وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس قال : ثلاث ذكرهن الله في القرآن قد [ ص: 71 ] مضين؛ اقتربت الساعة وانشق القمر قد انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شقتين حتى رآه الناس، و : سيهزم الجمع ويولون الدبر [القمر : 45] كان يوم بدر، حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد [المؤمنون : 77] .

وأخرج الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، عن مجاهد في قوله : اقتربت الساعة وانشق القمر قال : رأوه منشقا، فقالوا : هذا سحر ذاهب .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن مجاهد : وكل أمر مستقر قال : يوم القيامة .

وأخرج ابن المنذر ، عن ابن جريج : وكل أمر مستقر قال : بأهله .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن جرير ، عن قتادة : وكل أمر مستقر قال : مستقر بأهل الخير الخير، وبأهل الشر الشر .

التالي السابق


الخدمات العلمية