صفحة جزء
قوله تعالى : والذين تبوءوا الدار والإيمان .

أخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : والذين تبوءوا الدار والإيمان إلى آخر الآية قال : هم هذا الحي من الأنصار، أسلموا في ديارهم، فابتنوا المساجد قبل قدوم النبي - صلى الله عليه وسلم – بسنتين، وأحسن الله عليهم الثناء في ذلك، وهاتان الطائفتان الأولتان من هذه الأمة أخذتا بفضلهما، ومضتا على مهلهما، وأثبت الله حظهما في هذا الفيء، ثم ذكر الطائفة الثالثة، فقال : والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا إلى آخر الآية، قال : إنما أمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يؤمروا بسبهم .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن مجاهد : والذين تبوءوا الدار [ ص: 368 ] والإيمان من قبلهم قال : الأنصار، نعت سخاوة أنفسهم عندما رئي من ذلك، وإيثارهم إياهم، ولم يصب الأنصار من ذلك الفيء شيء .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن يزيد بن الأصم، أن الأنصار قالوا : يا رسول الله، اقسم بيننا وبين إخواننا المهاجرين الأرض نصفين قال : «لا، ولكن يكفونكم المؤنة، ويقاسمونكم الثمرة، والأرض أرضكم» قالوا : رضينا، فأنزل الله : والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم إلى آخر الآية .

وأخرج عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن الحسن قال : فضل المهاجرين على الأنصار، فلم يجدوا في صدورهم حاجة قال : الحسد .

وأخرج ابن أبي شيبة ، والبخاري ، وابن مردويه ، عن عمر أنه قال : أوصي الخليفة بعدي بالمهاجرين الأولين أن يعرف لهم حقهم، ويحفظ لهم حرمتهم، وأوصيه بالأنصار الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبل أن يهاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقبل من محسنهم، ويعفو عن مسيئهم .

[ ص: 369 ] وأخرج الزبير بن بكار في «أخبار المدينة» عن زيد بن أسلم قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «للمدينة عشرة أسماء؛ هي المدينة، وهي طيبة، وطابة، ومسكينة، وجابرة، ومجبورة، ويندد، ويثرب، والدار» .

التالي السابق


الخدمات العلمية