صفحة جزء
قوله تعالى : عسى الله أن يجعل الآية .

أخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن شهاب، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعمل أبا سفيان [ ص: 411 ] ابن حرب على بعض اليمن، فلما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل فلقي ذا الخمار مرتدا فقاتله، فكان أول من قاتل في الردة، وجاهد عن الدين، قال ابن شهاب : وهو فيمن أنزل الله فيه : عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة .

وأخرج ابن مردويه ، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال : أول من قاتل أهل الردة على إقامة دين الله أبو سفيان بن حرب، وفيه نزلت هذه الآية : عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن عدي، وابن مردويه ، والبيهقي في «الدلائل»، وابن عساكر ، من طريق الكلبي ، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله : عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة قال : كانت المودة التي جعل الله بينهم تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - أم حبيبة بنت أبي سفيان، فصارت أم المؤمنين، وصار معاوية خال المؤمنين .

وأخرج ابن مردويه ، من وجه آخر، عن ابن عباس : عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة قال : نزلت في تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - أم حبيبة .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن مقاتل في قوله : عسى الله أن يجعل بينكم قال : نزلت في أبي سفيان، تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ابنته أم حبيبة، فكانت هذه مودة بينه وبينه .

التالي السابق


الخدمات العلمية